رسالة أوروبية قوية إلى نظام الأسد
بقلم:
المعتصم الكيلاني
في 20 مارس 2023 ، اجتمعت ستون دولة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة العشرين والعديد من دول الخليج وتركيا، لدعم ضحايا زلزال فبراير 2023 في بروكسل. صرحت رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسلا فين دير لاين خلال كلمتها الافتتاحية بأنه “لا توجد علاقات دبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي ورئيس النظام السوري بشار الأسد ، على خلفية الحرب التي اندلعت في البلاد في عام 2011. “
لم يدع مؤتمر الاتحاد الأوروبي أيًا من طرفي الصراع السوري، وحظر الصليب الأحمر الدولي احضار الهلال الأحمر السوري وهو المنظمة الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، كممثل محلي للجنة الدولية للصليب الأحمر.
خلال المؤتمر، المفوضية الاوروبية ذكرت أنها لا تزال ملتزمة بـ3 “اللاءات” بشأن سوريا: لاتطبيع ، لاإعادة الإعمار ولا رفع العقوبات في غياب التقدم نحو حل سياسي. هذا البيان كان تناقضا واضحا لتطبيع العلاقات العربية مع الأسد في الأسابيع الأخيرة.
واشترط المانحون في المؤتمر أن أي مساعدة لسوريا يجب أن يتم توزيعها على كافة السوريين المتضررين بالتساوي وتحت ادارة منظمات انسانية دولية. من ناحية أخرى، ستتلقى تركيا مساعدات إنسانية ومالية لعمليات إعادة الإعمار.
وفقا لتقديرات أولية من الأمم المتحدة ، وصل عدد ضحايا الزلزال الى 48500 في تركيا و6000 في سوريا. تجاوزت تكلفة أضرار زلزال تركيا 100 مليار دولار ،بينمات جاوزت القيمة الإجمالية للأضرار والخسائر 5.2 مليار دولار في سوريا. وفقًا للبنك الدولي، فإن الناتج المحلي الإجمالي المتوقع لسوريا لعام 2023 سينكمش بنسبة 5.5٪.
وفي ختام المؤتمر أعلن الاتحاد الأوروبي منح سوريا 950 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية بإشراف منظمات دولية – أي عدم دفع مبالغ نقدية لسوريا. علاوة على ذلك، أعربت الحكومة التركية، بعد أن جمعت أكثر من 6 مليارات دولار من المواطنين الأتراك المحليين، عن تقديرها للتضامن الأوربي والتبرعات البالغة 6 مليارات دولار.
من الواضح أن نتائج المؤتمر لم تكن ما كان يأمله نظام الأسد الغائب. انتقدت وزارة الخارجية السورية، في مؤتمر صحفي، مؤتمر المانحين لدعمه المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا دون تنسيق مع الحكومة السورية.
من خلال استبعاد النظام من الحضور، مشترطا ان تكون كل مساعدات سورية ستكون سلعًا إنسانية عينية فقط، يرفض الاتحاد الأوروبي فتح طريق لمزيد من التطبيع ويرسل رسالة قوية لبعض الدول العربية التي تتسابق للتطبيع مع نظام الأسد.
21/3/2023