بقلم: رانيا قيسر
25 سبتمبر 2023
★ عرس الأسد في الصين: هل هو بداية لعهد جديد أم مجرد “دبكة” على الهواء؟
في خطوة تصيح بالرومانسية الجغرافية السياسية، طار بشار الأسد إلى الصين للقاء “الشريك الاستراتيجي” له، الرئيس شي جين بينغ. لم يقتصر اللقاء على تبادل التحية والغذاء، بل وقعا ثلاثة – نعم، ثلاثة – وثائق! واحدة للتعاون الاقتصادي، وأخرى لمذكرة مشتركة حول التنمية الاقتصادية، والثالثة لمبادرة “الحزام والطريق”. وصف شي جين بينغ اللقاء بأنه “حدث محوري”، كما لو كانا يجددان عهودهما (نيكي آسيا)، في حين كان مسؤول في مجلس الأمن القومي الأمريكي سريعًا في القول: طالما أن العقوبات الأمريكية موجودة، فإن الخطط الطموحة للأسد لا تبشر بالخير أكثر من بسكويت الحظ البائت (السورية). ولإضافة الإهانة إلى الإصابة، وصف الكونغرس الأمريكي الأسد بأنه “مجرم حرب وحشي” (تلفزيون سوريا).
أطلق شي جين بينغ السجادة الحمراء – حرفياً – من خلال إرسال طائرة رئاسية خاصة لأول زيارة رسمية للأسد إلى الصين منذ عام 2004 (تلفزيون سوريا). في الوقت نفسه، حولت أسماء الأسد الرحلة إلى عرض استعراضي على إنستاجرام، حيث نشرت مقاطع فيديو لزيارات المعابد ووجبة الغداء مع شي، بينما يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر.
في سوريا، تدخل الاحتجاجات أسبوعها السادس، وتقوم الأمم المتحدة بدق ناقوس الخطر بشأن الرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية. بينما تستمر أسماء الأسد التي حضرت حفل تخرج ابنها في موسكو في يونيو الماضي بإظهار أن عائلتها تعيش بأفضل الأحوال (عنب بلدي).
ولا ننسى، كانت الصين تدعم فريق الأسد منذ عام 2011، وتعمل كمساعد دبلوماسي، معترضة على قرارات الأمم المتحدة للحفاظ على سمعة الأسد. هذه ليست مجرد علاقة عابرة؛ إنها جزء من المثلث الجغرافي السياسي للصين، الذي يتضمن روسيا وإيران، واللذين يعطيان الأسد الضوء الأخضر أيضًا (عنب بلدي).
=====================================================
★ سهرة الأمم المتحدة الحصرية لسوريا: الأسد خارج لائحة المدعوين، لكن ثلاثي أستانا أضافوا مندوب الأمم المتحدة للحفل!
في سلسلة من الاجتماعات التي عقدت على هامش الجمعية العامة الثامنة والسبعين للأمم المتحدة في نيويورك، التقى وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا لمناقشة الأزمة السورية دون حضور ممثلي النظام السوري أو المعارضة (العربي الجديد). ركزت الاجتماعات، التي أُطلق عليها اسم “صيغة أستانا”، على ضمان الاستقرار في سوريا مع احترام سيادتها ونزاهة أراضيها. كما ناقش الوزراء الحاجة للمساعدة الدولية لإعادة إعمار سوريا وعودة اللاجئين السوريين(المرصد السوري لحقوق الإنسان).
أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بشكل منفصل عن دعم إيران للمبادرات التي تهدف إلى تسهيل عودة اللاجئين السوريين. كما ناقش التحديات الاقتصادية في سوريا ودعا إلى مساعدة الأمم المتحدة في مجالات متعددة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والمساعدات الإنسانية (وكالة تسنيم).
=====================================================
★ نشرة شمال سوريا:تركيا تُرحل اللاجئين السوريين والتحالف الدولي يعزز قواعده
في سلسلة من التطورات الأخيرة، قامت السلطات التركية بترحيل ما يقرب من 600 لاجئ سوري، بما في ذلك النساء والأطفال، عبر معابر تل أبيض وباب الهوى في شمال سوريا. تم تسليم هؤلاء المرحلين إلى فصائل مسلحة موالية لتركيا (NPA سوريا). يتزامن هذا الإجراء مع تصريح وزير الدفاع التركي ياشار غولر بأن تركيا ستكون مستعدة لسحب قواتها من سوريا تحت شروط معينة. تشمل هذه الشروط إعداد دستور سوري جديد، وإجراء انتخابات، وتشكيل حكومة شاملة (نبض).
في الوقت نفسه، يقوم التحالف الدولي بتعزيز قواعده في شمال شرق سوريا، حيث جلب 37 شاحنة محملة بالمواد العسكرية واللوجستية (المرصد السوري لحقوق الإنسان). يحدث هذا التعزيز العسكري في الوقت الذي أدت فيه العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد النظام السوري إلى توقف اجتماعات اللجنة العربية المعنية بالشأن السوري (تلفزيون سوريا). كانت اللجنة تبحث في سبل إعادة إدماج سوريا في العالم العربي، لكن الإجراءات الأمريكية أوقفت هذه المناقشات فعلياً.
=====================================================
★ الأزمة الكارثية للأردن: تصاعد شحنات الكبتاغون بعد فتح الحدود مع سوريا
في سبتمبر 2021، اتخذت الأردن القرار الحاسم بإعادة فتح معبر نصيب الحدودي مع نظام الأسد. كان هذا الإجراء، الذي دعمه بقوة وزير الشؤون الخارجية الأردني، يهدف إلى تطبيع العلاقات مع نظام الأسد. ومع ذلك، أسفر القرار عن عواقب وخيمة، أبرزها ارتفاع كبير في شحنات الكبتاغون إلى الأردن.
يعتبر هذا التقرير تذكيراً صارخاً بالتعقيدات والمخاطر المرتبطة بالجغرافيا السياسية وتجارة المخدرات. لكن التصريح الأخير للملك عبد الله الذي يتساءل فيه عما إذا كان بشار الأسد يسيطر بشكل كامل على بلاده، ليس فقط آتى متأخرا جدا بل إنه يثير مخاوف جدية بشأن مستقبل الأردن، خاصة في ظل قراراته السياسية المثيرة للشك بشأن الأسد.
المشهد الإقليمي للمخدرات: صورة معقدة
أفادت المملكة العربية السعودية، اللاعب الرئيسي في المنطقة، بارتفاع درامي في مصادرات الأمفيتامين، حيث ارتفعت من 18 طناً في عام 2016 إلى 73 طناً مذهلة في عام 2021. في النصف الأول من عام 2022، تم اعتراض أكثر من 100 مليون حبة كبتاغون من قبل الدول الإقليمية. وعلى الرغم من أن هذا قد يشير إلى انخفاض مقارنة بعام 2021، إلا أن الأرقام مضللة. تم موازنة الانخفاض في مصادرات لبنان وتركيا بزيادة كبيرة في الأردن والعراق، واللذين أصبحا طرق نقل حاسمة إلى الخليج (الحرة). في 13 سبتمبر 2023، أحبطت الإمارات العربية المتحدة محاولة لتهريب أكثر من 80 مليون حبة كبتاغون إلى البلاد، بقيمة سوقية تبلغ 700 مليون يورو (Politico & DW).
أوروبا كمحور نقل رئيسي
أبرزت تقارير حديثة من Politico وDeutsche Welle (DW) دور أوروبا كمحور نقل رئيسي للكبتاغون. بعد يوم واحد، أصدر المركز الأوروبي لمراقبة المخدرات وإدمان المخدرات (EMCDDA) تقريرًا يفيد بأن أوروبا أصبحت نقطة ترحيل محورية للكبتاغون. تم ضبط ما يقرب من 127 مليون حبة و1,773 كيلوغرامًا إضافيًا (ما يعادل 10.6 مليون حبة) في الدول الأوروبية (تقرير EMCDDA). حتى أن السلطات الهولندية أفادت باكتشاف موقع أو موقعين كبيرين لإنتاج حبوب الكبتاغون على أراضيها كل عام.
اللاعبون الرئيسيون وتكيفاتهم
لقد تكيف نظام الأسد وحزب الله، الفاعلين الأكثر أهمية في تجارة المخدرات، مع قدرتهم المحدودة على التحكم المباشر في جنوب سوريا. لقد استطاعو تحويل هذا الضعف إلى نفوذ وربح من خلال تأسيس شبكات محلية متنوعة للمخدرات ويتيح لهم هذا التكيف الحفاظ على قبضتهم على تجارة المخدرات، حتى في المناطق التي ليست تحت سيطرتهم المطلقة (COAR).
أزمة الأردن
في 5 سبتمبر 2023، أسقطت القوات الأردنية طائرة بدون طيار كانت تحمل ميثامفيتامين من سوريا، مما يسلط الضوء على حادثة أخرى لتهريب المخدرات على طول الحدود الشمالية للبلاد (الجزيرة). رداً على هذه “المشكلة الكبيرة” لتهريب المخدرات والأسلحة إلى الأردن، أدلى الملك عبد الله الثاني بتصريحه المتأخر عن نظام الأسد للصحيفة الأمريكية (المونيتور/حدث سيمافور). بعد ثلاثة أيام فقط، بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عن مساعدة من وزير الخارجية الإيراني لمعالجة أزمة التهريب. الصورة من اجتماعهم توضح بوضوح شدة الوضع.
الارتفاع في شحنات الكبتاجون المتجهة إلى الأردن يعتبر جزءًا من مشكلة المخدرات الإقليمية الكبيرة، والتي تضم لاعبين مهمين مثل نظام الأسد وحزب الله. تسهم الزيادة في مصادرة المخدرات في السعودية ودور أوروبا كمحور نقل في تعقيد هذه المشكلة. الأردن في مفترق طرق حاسم، حيث يشير البيان الأخير من الملك عبد الله ووزير الخارجية أيمن الصفدي إلى إدراك متأخر لخطورة القضية، مما يثير تساؤلات حول سياسات البلاد المستقبلية. وبينما يواجه الأردن هذه التحديات، يتعين عليه إعادة تقييم قراراته وتحالفاته السابقة، بالنظر إلى المخاطر الكبيرة على الأمن الوطني والاستقرار الإقليمي.
=====================================================