تصاعد التوتر في البحر الأحمر وتأثيراته الأمنية والاقتصادية.
الوضع في منطقة البحر الأحمر يشهد تصاعدًا مستمرًا في الهجمات الحوثية ضد السفن التجارية، مما يثير قلقًا متزايدًا حول الأمن البحري وتأثيره على الاستقرار الاقتصادي العالمي. الهجمات، التي تضمنت استخدام صواريخ باليستية مضادة للسفن، أدت إلى تعليق 19 شركة شحن لعملياتها عبر قناة السويس، وأجبرت شركة الشحن اليابانية نيبون يوسن على إيقاف رحلاتها في البحر الأحمر. في تطور حديث، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية أنها ضبطت في 11 يناير 2024 أسلحة إيرانية متقدمة متجهة إلى الحوثيين. تمكنت القوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية من ضبط قارب ينقل أسلحة إيرانية متقدمة إلى الحوثيين بالقرب من السواحل الصومالية في المياه الدولية لبحر العرب. العملية نُفذت بواسطة فريق من القوات الخاصة البحرية الأمريكي بدعم من طائرات مروحية وطائرات بدون طيار من على متن السفينة USS LEWIS B PULLER (ESB 3). الأسلحة المضبوطة تشمل مكونات لصواريخ باليستية متوسطة المدى وصواريخ كروز مضادة للسفن، بالإضافة إلى مكونات مرتبطة بأنظمة الدفاع الجوي. بتاريخ 15 يناير 2024، في الساعة 2:00 مساءً بتوقيت صنعاء، رصدت القوات الأمريكية إطلاق صاروخ باليستي مضاد للسفن من قبل الحوثيين نحو ممرات الشحن التجاري في البحر الأحمر الجنوبي. الصاروخ فشل في مهمته وسقط على الأراضي اليمنية دون وقوع إصابات أو أضرار. في الساعة 4:00 مساءً من نفس اليوم، أطلق الحوثيون، المدعومين من إيران، صاروخًا باليستيًا مضادًا للسفن من مناطق تحت سيطرتهم في اليمن، مستهدفين السفينة M/V Gibraltar Eagle، وهي سفينة حاويات ترفع علم جزر المارشال وتُشغل من قبل الولايات المتحدة. السفينة لم تبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة وتواصل رحلتها. في تاريخ 16 يناير 2024، الساعة 4:15 صباحًا بتوقيت صنعاء، نفذت القوات الأمريكية ضربات ضد الحوثيين، مدمرة أربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن كانت جاهزة للإطلاق من مناطق تحت سيطرة الحوثيين في اليمن. في الساعة 1:45 مساءً، أطلق المتمردون الحوثيون صاروخًا باليستيًا مضادًا للسفن من مناطق تحت سيطرتهم في اليمن إلى ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر الجنوبي. أصاب الصاروخ السفينة M/V Zografia، وهي ناقلة جافة ترفع علم مالطا، لكنها بقيت صالحة للإبحار وواصلت عبورها في البحر الأحمر. لم يُبلغ عن وقوع إصابات. تزايد هذه الهجمات الحوثية في المضيق البحري وبحر العرب يؤدي إلى تعقيد حركة الشحن الدولية. نتيجة لذلك، علقت 19 شركة شحن عملياتها عبر قناة السويس، وتوقفت شركة الشحن اليابانية نيبون يوسن عن رحلاتها في البحر الأحمر، مما يبرز التأثير الكبير للهجمات على النقل البحري الدولي والأمن البحري. أدى استمرار الهجمات إلى إجبار السفن على اتخاذ طرق بديلة، مثل رأس الرجاء الصالح، ما يعكس التحديات اللوجستية الناتجة عن التهديدات الأمنية. هذا الوضع يبرز الحاجة إلى مناقشة تدابير ردعية في المحافل الدولية. يتم حاليًا نقاش الوضع في اليمن وأنشطة الحوثيين في جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، بمشاركة مبعوث الأمم المتحدة ومسؤولين آخرين. النقاش يركز على الهجمات الحوثية والردود العسكرية في البحر الأحمر، والتدابير الردعية المقترحة ضد أنشطة الحوثيين في المياه الدولية. تشكل هذه الأحداث تحديًا متزايدًا للأمن البحري وتؤثر على الاستقرار الاقتصادي العالمي، مما يدعو إلى ضرورة استجابة دولية فعالة ومنسقة لتعزيز الأمن والسلام في المنطقة.