تقرير موقف إيران ووكلائها الخمسة: تصعيد حوثي وتراجعات في بلاد الشام
بواسطة: رانيا قيسر
=======================
★ إيران
- إيران تهدد بتصعيد الهجمات على القوات الأمريكية. في اليوم التالي لقرار الحكومة الإيرانية برفض المشاركة، نشرت صحيفة “طهران تايمز” تقريرًا عن تصاعد حدة الضربات التي نفذتها الميليشيات في العراق وسوريا، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة ضباط أمريكيين. جاء عنوان التقرير الجريمة في غزة والعقاب في الأردن، حيث أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تعتبر أن جماعات المقاومة نفذت أكثر من 150 هجومًا على القوات الأمريكية في المنطقة، وحذرت من أن هذه الجماعات ستكثف انتقامها إذا استمرت الولايات المتحدة في استهدافها. أخذت الصحيفة موقفًا حازمًا في مقال آخر نُشر في 30 يناير، حيث شددت على سياستها في مواجهة التهديدات الأمريكية بعنوان لا للحرب ولكن الإصبع على الزناد. أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس بايدن يجد نفسه عالقًا بين “سندين وسندان”، مؤكدة على أن الإدارة الأمريكية تحاول تجنب الضغوط التي تواجهها، وردت على دعوات بتوجيه ضربات داخل طهران من قبل بعض السياسيين الأمريكيين بالتأكيد على أن جماعات المقاومة نفذت أكثر من 150 هجومًا في المنطقة، محذرة من أن هذه الجماعات ستكثف أعمالها إذا استمرت الولايات المتحدة في استهدافها. كما قدمت الحكومة الإيرانية وجهة نظرها لقناة الجزيرة، حيث أكدت أن أي هجوم على الأراضي الإيرانية سيعتبر تجاوزًا للخط الأحمر، وركزت على رفضها لبدء الحرب، مع التأكيد على استعدادها للرد بشكل قوي على أي استفزاز أمريكي. أشارت إلى أفعال سابقة كإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار في يونيو 2019 والضربات الصاروخية على قاعدة عين الأسد في يناير 2020 كدليل على قدراتها الدفاعية.
- انخفاض الريال الإيراني يزيد من حدة الأزمة الاقتصادية ويثير إضرابات واسعة النطاق. تشهد إيران تصاعدًا في الأزمة الاقتصادية مع انخفاض قيمة الريال الإيراني بنسبة 16% أمام الدولار الأمريكي في اليوم الواحد، مما يزيد من حدة التضخم الذي يقترب من 50%. أفادت الصحف الإيرانية ومصادر اقتصادية عالمية بأن الراتب الحكومي الرسمي في البلاد قد انخفض بنسبة 10%، ليصل إلى ما يعادل 180 دولارًا. يعتبر هذا المبلغ أقل بـ 400 دولار من خط الفقر الإجمالي في إيران، المحدد بـ 600 دولار شهريًا. في المدن الكردية بإيران، والتي تشهد تدهورًا اقتصاديًا كبيرًا، سجلت مقاطعة إيلام، التي تتمتع بأغلبية كردية، معدل بطالة بلغ 6.8% في ربيع عام 2023، انخفاضًا من 8.1% في العام السابق. خلال العامين الماضيين، ارتفعت نسبة الأسر ذات الدخل المنخفض في إيران لتتجاوز 22.1% من إجمالي السكان. على خلفية إعدام النظام الإيراني لأربعة مدنيين اعتقلوا عام 2022 بتهمة التخابر مع إسرائيل، نظمت عشر مدن كردية في غرب إيران إضرابًا اقتصاديًا شاملاً. في 30 يناير، قام النظام بقطع شبكات الإنترنت ونفذت تحليقات مروحية متواصلة في سماء المنطقة، كما رفضت الحكومة تسليم جثث المعدومين وفقًا لما أفادت به زوجاتهم.
=======================
★ اليمن
- الولايات المتحدة تشن غارات على مركز التحكم بالطائرات بدون طيار التابع للحوثيين في اليمن. كشفت القيادة المركزية الأمريكية، اليوم الخميس، عن تنفيذ غارات جوية استهدفت مركز التحكم في الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين، وتدمير ما يصل إلى عشر طائرات مسيرة تابعة للحوثيين في اليمن. جاءت هذه الضربات ردًا على تهديد وشيك للسفن التجارية والبحرية الأمريكية في المنطقة، وذلك في سياق تصاعد التوترات الناجمة عن الصراع في غزة وتأثيراته الإقليمية. في سياق متصل، قامت القوات الأمريكية بتدمير صاروخ حوثي يشكل تهديدًا مباشرًا للطائرات الأمريكية يوم الأربعاء، وفقًا للقيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم). أفادت شركة أمبري للأمن البحري عن تعرض سفينة تجارية قبالة سواحل اليمن لهجوم صاروخي. أعلنت مليشيا الحوثي خلال الساعات الماضية لقناة الميادين أن 11 غارة نفذت ضمن العدوان الأمريكي البريطاني على شمال وغرب اليمن، حيث استهدفت 9 غارات منطقة الجبانة بالحديدة، و غارتان استهدفتا شمال محافظة صعدة. أكد علي القهوم، عضو المكتب السياسي لأنصارالله الحوثيين، أن هذه العملية تأتي ردًا على العدوان السابق على صعدة، معلنًا استمرار عملياتهم ودعمهم لغزة. أبرزت القوات البحرية اليمنية أنها نفذت عملية عسكرية استهدفت السفينة التجارية الأمريكية “KOI” المتجهة إلى إسرائيل، باستخدام صواريخ بحرية ذات ضربات دقيقة، وذلك بعد وقت قصير من استهداف المدمرة الأمريكية “USS Greeley” في البحر الأحمر.
- الحوثيون يهددون باستهداف كوابل الإنترنت البحرية. نشرت القنوات التابعة للحوثي على تطبيق تيليغرام، بما في ذلك روابط لحزب الله اللبناني والميليشيات المدعومة من إيران في العراق، صورًا لعشرين كابل إنترنت بحري، مهددة بأن هذه الكوابل ستكون الهدف التالي للحوثيين. تُعَتَبَر هذه الكوابل ضرورية للبنية التحتية الرقمية العالمية، حيث يتم التعامل معها 95% من تدفقات البيانات والاتصالات الدولية، بما في ذلك المعاملات المالية الهامة. يمكن أن يؤدي تلف هذه الكوابل إلى تعطيل الوصول إلى الإنترنت والأنشطة الاقتصادية على مستوى العالم وإضعاف الاتصالات العسكرية والحكومية، خاصة بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة. قد سلطت الحوادث الماضية الضوء على جدوى مثل هذه الهجمات، كما في محاولة قطع كابل بالقرب من الإسكندرية في مصر عام 2013.
- فوق سطح الماء، توتر الأوضاع مستمراً. يكثف الحوثيون عدوانهم البحري، مستهدفين السفن العسكرية والتجارية الأمريكية. أعلن الحوثيون صباح الاثنين أنهم أطلقوا صاروخًا على السفينة الأمريكية بولر. تم دحض هذا الادعاء من قبل مسؤولي الدفاع الأمريكيين، الذين أوضحوا أن الحوثيين قد أطلقوا صواريخ سابقًا لم تصل إلى هدفها المقصود وسقطت بدلاً من ذلك على الأرض أو البحر. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت هيئة بحرية بريطانية يوم الاثنين أن ثلاث قوارب اقتربت من سفينة تجارية على بعد 44 ميلاً غرب المخا، وأحد هؤلاء كان يحمل سلاحًا. قام الفريق الأمني على متن السفينة بإطلاق طلقات تحذيرية لردع القوارب، وبعد ذلك اتجهت السفينة بسلام إلى أقرب ميناء. في مساء الثلاثاء، قام الحوثيون بإطلاق صاروخ كروز مضاد للسفن من مناطق سيطرتهم في اليمن باتجاه البحر الأحمر. تم إسقاط الصاروخ من قبل المدمرة الأمريكية “غريلي”، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار. اضطرت شركات الشحن في الأسابيع الأخيرة إلى استخدام الشحن الجوي بشكل أكبر، بدأ بعض العملاء في شحن البضائع كليًا أو جزئيًا جوًا لتجنب التأخير. كانت النتيجة ارتفاعًا لأسعار الشحن الجوي لأول مرة منذ سبعة أسابيع قبل حلول العام القمري الجديد في آسيا، حيث دفعت الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر الشركات إلى اللجوء إلى الشحن الجوي الأكثر تكلفة. ارتفع مؤشر بحر البلطيق للشحن الجوي، الذي يوضح معدلات المعاملات الأسبوعية للشحن العام عبر عدد من الطرق، بنسبة 6.4% في الأسبوع حتى يوم الاثنين. ارتفعت أسعار الشحن الجوي من شنغهاي 8.8% أسبوعيًا أمس الاثنين، مدفوعة بزيادات كبيرة إلى أوروبا، كما ارتفعت أسعار الشحن الجوي خارج هونج كونج 5.9%، وقفزت أسعار الشحن الجوي خارج جنوب شرق آسيا 10%.
- ميدانياً، يواصل الحوثيون تصعيد عملياتهم العسكرية عبر الجبهات اليمنية الرئيسية. أفاد وزير الإعلام اليمني بأن الحوثيين حققوا تقدمًا كبيرًا خلال الـ 48 ساعة الماضية في مناطق استراتيجية متعددة في اليمن، بما في ذلك تعز وشبوة والجوف وصعدة، وهي مناطق رئيسية تشمل جنوب وشرق وشمال البلاد. يشمل هذا الهجوم تجميع المقاتلين والمركبات والذخيرة، مما يشير إلى استراتيجية تصعيد متعمدة. يلاحظ أن الحوثيين يستغلون المشاعر العامة حول الأزمة الفلسطينية لتعزيز صفوفهم ومواردهم. في الوقت نفسه، تتحرك تعزيزات كبيرة للحوثيين باتجاه محافظتي مأرب وشبوة، اللتين تعتبران غنيتين بالنفط والغاز، وتشهد تصاعدًا في المعارك شمال محافظة الجوف. على الرغم من هذه المناورات العدوانية، تمكنت قوات العمالقة المتحالفة مع الحكومة المعترف بها من التصدي للعديد من هجمات الحوثيين، بما في ذلك هجوم كبير في مديريتي حريب وبيحان بمحافظة مأرب. شهد الصراع أيضًا اشتباكات عنيفة بالقرب من الحدود السعودية، حيث صدت القوات الحكومية هجمات الحوثيين في مواقع متعددة في محافظة الجوف. أدى العنف المستمر، الذي اتسم بالقصف المدفعي المتبادل، إلى سقوط ضحايا وخسائر في المعدات من الجانبين، مما يؤكد التوتر المتصاعد في المنطقة.
- السفينة المحتجزة منطقة جذب سياحي في اليمن. في تطور غير مألوف، قام المتمردون الحوثيون في اليمن بتحويل السفينة “جالاكسي ليدر”، التي يحتجزونها منذ أكثر من شهرين، إلى منطقة جذب سياحي. السفينة، التي تعود ملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي، أصبحت الآن موقعًا يستقطب الزوار من بينهم اليمنيين، خاصةً من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. يتوافد الزوار من مختلف أنحاء اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، لرؤية السفينة المحتجزة قبالة سواحل الحديدة غربي اليمن. خلال هذه الزيارات، يشاركون في أنشطة مثل التقاط الصور ومقاطع الفيديو، ومضغ القات (منشط محلي)، وأداء رقصات يمنية تقليدية على أنغام أغاني الحوثيين. يذكر أن الحوثيين قد استولوا على السفينة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، وهي مملوكة لمجموعة بريطانية تابعة لشركة مقرها إسرائيل، ضمن حملتهم ضد السفن التجارية في البحر الأحمر المشتبه في ارتباطها بإسرائيل.
=======================
★العراق
- خامنئي يرسل قائد فيلق القدس الإيراني إلى العراق وسوريا ولبنان بعد الضربة الأمريكية في الأردن. في أعقاب الضربة العسكرية الأمريكية في الأردن، قام الجنرال إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس في إيران، بزيارة سرية إلى بغداد. خلال هذه الزيارة، أجرى قاآني محادثات مع رئيس الوزراء العراقي ورؤساء الجماعات المسلحة المختلفة. يُفترض أن تهدف هذه المحادثات إلى التخفيف من التوتر الذي تصاعد بين القوات الأمريكية والميليشيات المدعومة من إيران. تمت هذه المحادثات في سياق محادثات تجري حول احتمالية إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق. في أعقاب زيارة قاآني، أعلنت كتائب حزب الله، التي تعتبر ميليشيا متحالفة مع إيران، وقف عملياتها العسكرية استهدافًا القوات الأمريكية. تم وصف هذا القرار بأنه محاولة لتجنب وضع الحكومة العراقية في موقف صعب. في هذا السياق، أبرزت وزارة الدفاع الأمريكية أهمية هذه الأحداث بأفعالها بدلاً من الأقوال، وكذلك تعمل وزارة الخزانة الأمريكية بنشاط على متابعة التفاصيل المتعلقة بعمليات هذه الكيانات المدعومة من إيران.
=======================
★ سوريا
- روسيا تعرض حق المواطنة على الأجانب الذين يقاتلون في أوكرانيا. بعد مرور عامين على الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مرسوم يسمح للأجانب الذين يخدمون في الجيش الروسي بالحصول على الجنسية الروسية. هذه الخطوة جذبت أفرادًا من جنسيات متنوعة، بما في ذلك من دول عربية وأفغانستان والهند. أخبر أحد المجندين السوريين عائلته بأنه تلقى تدريبًا على استخدام الأسلحة ومهارات اللغة الروسية الأساسية، وبعد ذلك نشر في المنشآت العسكرية الروسية على طول الحدود الأوكرانية.
- القوات التركية وداعش يهاجمون قوات سوريا الديمقراطية. تم في صباح يوم الثلاثاء، الـ30 من كانون الثاني/يناير، استهداف ست قرى مدنية شمال وغرب مدينة منبج في محافظة حلب من قبل القوات التركية. في الليلة نفسها، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات التي استهدفت قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور الشرقي.
- قصف إسرائيلي على مواقع إيرانية في درعا ردًا على إطلاق صواريخ في هضبة الجولان. في استجابة فورية لإطلاق ثلاثة صواريخ على المنطقة التي تحتلها إسرائيل في هضبة الجولان، قامت القوات الإسرائيلية بشن هجوم جوي على مواقع إيرانية في محافظة درعا جنوب سوريا. وفقًا للتقارير، كانت الضربات الإسرائيلية تستهدف مواقعًا عسكرية إيرانية، بما في ذلك موقعًا في حوض اليرموك، مما يعكس التصعيد في التوترات بين الجانبين في هذه المنطقة الحساسة.
=======================
★ لبنان
- تصاعد التوترات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل على الحدود اللبنانية: سلسلة من الهجمات والردود. في سلسلة من الأحداث المتسارعة خلال الفترة من 29 إلى 31 يناير 2024، أعلن حزب الله مسؤوليته عن 12 هجومًا على مواقع للجيش الإسرائيلي باستخدام صواريخ فلق 1 إيرانية الصنع. ردًا على ذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي ضربات استهدفت منشآت ونقاط مراقبة في لبنان. تصاعدت الأحداث يوم الثلاثاء مع استهداف حزب الله لجنود في موقع حدب يارين، واستهداف معدات مراقبة بالقرب من قرية الوزاني الحدودية. في يوم الأربعاء 31 يناير، شهدت الحدود المتنازع عليها تصاعدًا متسارعًا، حيث استخدم الجيش الإسرائيلي قذائف فسفورية في كفركلا، وتعرض حزب الله للقوات والأصول الإسرائيلية بصواريخ فلق 1 وهجمات على دبابة إسرائيلية. أعلن حزب الله مسؤوليته عن التفجيرات في تلة التيهات والمطلة وثكنة ميتات. في الوقت نفسه، شنت القوات الإسرائيلية غارات على بلدات لبنانية محددة، مما أسفر عن إصابات بين المدنيين واستهداف سيارة إسعاف. تأتي هذه الأحداث في سياق تصاعد التوترات العسكرية على الحدود اللبنانية، حيث دخلت الجانبين في دورًا نشطًا في العمليات العسكرية، مما أسفر عن إصابات مباشرة وتدهور حاد في البيئة الأمنية في المنطقة.