★ الحوثيون
الحكومة اليمنية تتطوع لردع الحوثيين
بالرغم من أن حركة الحوثيين تدعي أن هجماتها المتواصلة منذ أشهر على الشحن الدولي كانت ردًا على الصراع في غزة، إلا أن سجل الحوثيين يظهر بوضوح أنهم شكلوا تهديدًا للسفن في البحر الأحمر وخليج عدن قبل وقوع الحادثة في 7 أكتوبر. في عام 2022، ارتكب الحوثيون 504 انتهاكات بحرية، بما في ذلك 183 حالة استهداف للسفن التجارية والعسكرية، و49 حالة تهريب للأسلحة من إيران، و17 هجومًا على الموانئ السعودية واليمنية، ونشر 192 لغمًا بحريًا، و63 اعتداء على صيادين. بينما كانت إدارة بايدن تتردد في المواجهة المباشرة لإيران بشأن هجماتها بالوكالة على الشحن الدولي، يقترح المتخصصون اليمنيون استراتيجيات بديلة قابلة للتطبيق تستند إلى النجاحات التاريخية في جهود مكافحة الإرهاب ضد مجموعات مثل داعش.
تقترح الحكومة اليمنية نهجًا موحدًا لمكافحة إرهاب الحوثي، مع التركيز على الرد السياسي، وليس العسكري، من القوى الدولية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. باستخدام نفوذهم داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يقترح قادة الحكومة اليمنية دعم الحكومة اليمنية المعترف بها وحلفائها للحفاظ على الأمن البحري، وإنفاذ القانون الدولي، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الذي يصنف الحوثيين كإرهابيين. تتضمن هذه الاستراتيجية أيضًا عمليات لتحرير ميناء الحديدة وحماية الممرات البحرية الحيوية، حيث كانت عملية الاستيلاء على ميناء الحديدة في عام 2019 بمثابة شهادة على النجاح المحتمل لمثل هذه المبادرات.
التسلسل الزمني:
في 19 فبراير، نفذ الحوثيون هجومًا على السفينة “روبيمار” التابعة لبريطانيا بالقرب من ميناء المخا، الموجود بالقرب من مضيق باب المندب. قاموا بإطلاق سلسلة من الصواريخ، مما أدى إلى تعطل السفينة في خليج عدن، وتهديد بالغرق. تمكن طاقم السفينة من الحصول على تصريح من الحوثيين لإخلاء السفينة بسلام. في الوقت نفسه، نجح الحوثيون في إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ9 Reaper.
في هذه الأثناء، أثارت ترجمة مقطع فيديو يظهر فيه وزير النقل الإسرائيلي يناقش جسر البضائع الداخلي من الهند عبر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن إلى إسرائيل، جدلاً واسعًا. الترجمة إلى اللغة العربية أثارت ردود فعل عنيفة وانتقادات كبيرة من الفلسطينيين وأنصارهم، الذين أعربوا عن استيائهم من تلك اللفظيات النابية.
في 20 و21 فبراير/شباط، كثف الحوثيون عملياتهم الهجومية في البحر الأحمر وبحر العرب، واستهدفوا عدة سفن أمريكية بطائرات بدون طيار. كما أنها تشن هجمات بطائرات بدون طيار باتجاه ميناء إيلات الإسرائيلي، على الرغم من أن الهدف لا يزال خارج الأراضي الإسرائيلية، مما يضمن عدم وجود تهديد للمدنيين.
الحوثيون يصعدون عدوانهم البحري بإطلاق عدة صواريخ على السفينة الإسرائيلية MSC SILVER. في هذه الأثناء، بدأت السفينة البريطانية روبيمار، التي سبق أن هاجمها الحوثيون في خليج عدن، وهي تغرق. في غضون ذلك، أبلغت منظمة التجارة البحرية البريطانية، عن نشوب حريق على متن سفينة أخرى، تقع على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب شرق عدن، إثر هجوم صاروخي للحوثيين.
كشفت القيادة المركزية للولايات المتحدة عن التداعيات البيئية الناجمة عن هجوم الحوثيين على روبيمار، بما في ذلك بقعة نفط بطول 18 ميلاً وإطلاق الأسمدة الضارة في البحر.
في 24 فبراير/شباط، أفادت وسائل إعلام يمنية أن القوات الأمريكية والبريطانية شنت غارات جوية استهدفت الأحياء الشمالية من العاصمة اليمنية صنعاء.
في 25 فبراير، شن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يضم المملكة المتحدة وبدعم من البحرين وكندا وهولندا وأستراليا والدنمارك ونيوزيلندا، ضربات ضد 18 موقعًا للحوثيين، بما في ذلك مستودعات الأسلحة والصواريخ ومنشآت الطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الجوي، ورادارات وطائرة هليكوبتر. أفادت قناة الميادين، وهي قناة لبنانية، عن وقوع ما مجموعه 22 غارة في محافظات صنعاء وحجة وتعز.
رداً على ذلك، هاجم الحوثيون ناقلة النفط الأمريكية تورم ثور بالصواريخ ونشروا طائرات مسيرة ضد السفن الحربية الأمريكية. إلا أن القيادة المركزية الأمريكية تؤكد أن هذه الهجمات لم تسفر عن أي أضرار أو إصابات. يتم تداول لقطات لطائرة أمريكية من طراز F/A 18 Super Hornet وهي تقلع من حاملة طائرات مكلفة بضرب أهداف الحوثيين.
أفادت قناة الجزيرة أن الحوثيين اعترفوا بمقتل شخص وإصابة ستة آخرين جراء قصف أمريكي بريطاني في محافظة تعز. على الرغم من ضربات التحالف، تعهد الحوثيون بمواصلة منع السفن الإسرائيلية. تدين إيران الضربات الأمريكية والبريطانية، التي تدعي طهران أنها ستؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية وتوسيع نطاق الحرب. انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الولايات المتحدة وبريطانيا بسبب تأجيج الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة.