المقدمة:
قضت إسرائيل فجر الثالث عشر من يونيو بالتوقيت المحلي على كامل القيادة العسكرية الإيرانية واستهدفت منشآت نووية رئيسية بضربات مباغتة. وردّت طهران بإطلاق صواريخ استهدفت مدنًا إسرائيلية، في حين لم تتحرك الفصائل الموالية لها رغم دعواتها المتكررة لتصعيد إقليمي. الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجّه إنذارًا نهائيًا لطهران، مطالبًا بقبول الاتفاق النووي أو مواجهة دمار متصاعد ، قائلاً: “منحت إيران قبل شهرين مهلة 60 يومًا لإبرام اتفاق. اليوم هو اليوم 61. ربما تكون لديهم فرصة ثانية.”
الملخص :
نفذت إسرائيل أضخم عملية عسكرية في تاريخها ضد إيران، حيث قضت على قيادات نووية وعسكرية إيرانية بارزة، وألحقت ضررًا كبيرًا ببرنامج طهران النووي، مما أرجعه شهورًا أدت الضربات الانتقامية الإيرانية إلى إصابة 41 إسرائيليًا. ولم تشارك الجماعات المسلحة التابعة لإيران في المواجهة حتى الآن. انسحبت إيران من 15 يونيو بمسقط، عُمان، عقب الضربات الإسرائيلية. قفزت أسعار النفط بنسبة 8.5% ، ليصل سعر برميل خام برنت إلى 75.38 دولارًا. وتلقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالات من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عبّرا خلالها عن قلقهما من تصاعد التوتر.
الجدول الزمني للعمليات:
إسرائيل تعلن حالة الطوارئ وتستعد للرد الإيراني
فرضت إسرائيل حالة طوارئ وطنية وأغلقت مجالها الجوي عقب الهجمات على مواقع نووية وعسكرية إيرانية. ولجأ المواطنون إلى الملاجئ بعد تحذير مسؤولي الدفاع من وابل صاروخي إيراني وشيك. أغلق جيش الدفاع الإسرائيلي مدن الضفة الغربية، وحشد احتياطياته، وحصّن المناطق الحدودية تحسبًا لهجمات إرهابية. وفعّلت السفارات الإسرائيلية حول العالم بروتوكولات الطوارئ. أُلغي موكب فخر المثليين في تل أبيب، وتوقفت الأنشطة التعليمية والمواصلات. حوّلت شركات الطيران رحلاتها بعد إغلاق إسرائيل وإيران والعراق والأردن مجالها الجوي.
انفجارات تهز مواقع عسكرية في طهران وتستهدف مراكز القيادة العليا
بدأت العملية بقيام أكثر من 200 طائرة إسرائيلية بتنفيذ ضربات على أكثر من 100 هدف داخل إيران، شملت منشآت نووية ومراكز قيادة عسكرية. وسبق العملية، التي حملت اسم “الأسد الصاعد”، عملية اختراق دقيقة نفذها جهاز الموساد بزرع منشآت طائرات مسيرة مفخخة داخل إيران، ما كشف عن مستوى غير مسبوق من التغلغل الإسرائيلي في البنية التحتية العسكرية الإيرانية. استخدمت قوات كوماندوس إسرائيلية أسلحة دقيقة قرب مواقع صواريخ بهدف تدمير الدفاعات الجوية. كما فعّلت شبكات الموساد منشآت الطائرات المسيرة أثناء الهجمات على منصات إطلاق صواريخ الحرس الثوري في قاعدة إسفجاباد قرب طهران، ضمن انتشار سري واسع. تلقّت هذه المنظومات إشارات تفعيل متزامنة مع ضربات سلاح الجو الإسرائيلي، ما أسفر عن إطلاق صواريخ دقيقة في توقيت موحّد. نفّذ الموساد ثلاث عمليات أضعفت قدرات إيران الصاروخية من خلال استهداف قوافل نقل، وتعطيل اتصالات الجو والفضاء التابعة للحرس الثوري، وتدمير قواعد صواريخ في إسفدآباد. أسفرت الضربات عن مقتل قادة كبار أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، واللواء غلام علي رشيد، واللواء أمير علي حاجي زاده، كما قُتل عدد من كبار العلماء النوويين وأُصيب المستشار البارز علي شمخاني بجروح حرجة. ألحقت الغارات أضرارًا بأجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز ، ودمّرت مطار تبريز العسكري، حيث تأكد مقتل ثلاثة أفراد. إيران أكدت عدم حدوث تسرّب إشعاعي أو أضرار في مواقع بوشهر وأصفهان وفوردو. وردًا على الضربات، أطلقت إيران أكثر من 100 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، وتمكنت الدفاعات الإسرائيلية من اعتراض معظمها كما جرى اعتراض المزيد فوق الأجواء السورية. أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مشروعية الضربات واعتبرها دفاعًا إسرائيليًا مشروعًا، محذرًا طهران من استهداف القوات الأميركية. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن استمرار عملية “الأسد الصاعد” حتى القضاء الكامل على التهديد، محذرًا من أن إيران تخطط لإنتاج عشرة آلاف صاروخ باليستي خلال ثلاث سنوات، ومشبهًا التأثير المحتمل بـ “عشرة آلاف طن من مادة TNT تسقط على بلد بحجم ولاية نيوجيرسي”، مؤكدًا أن “ترك هذه التهديدات للأجيال القادمة يعني ألا يكون هناك جيل قادم أصلًا”.
إيران تطلق وابلًا صاروخيًا محدود التأثير ضد إسرائيل
نفذت إيران عملية “العقاب الشديد” عبر أربع مراحل صاروخية استهدفت مراكز سكانية إسرائيلية، مطلقة نحو 250 صاروخًا باليستيًا على عدة موجات بدأت مساء الجمعة. ساهمت أنظمة الدفاع الأميركية الأرضية في جهود الاعتراض الإسرائيلية. بدأ الهجوم بطائرات مسيرة من طراز “شاهد” تجاوز عددها 100، وتم اعتراضها فوق الأجواء السورية والسعودية. أعقب ذلك وابل من الصواريخ الباليستية استهدفت تل أبيب، و أصابت تسعة منها مبانٍ سكنية في رمات غان وتل أبيب، ما أدى إلى إصابة 41 شخصًا. تلتها موجات ثانوية أطلقت عشرات الصواريخ الإضافية، مسجلة سبعة مواقع إصابة في وسط إسرائيل. استُكملت العملية صباح السبت باستهداف بنى تحتية عسكرية إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة سبعة آخرين. أظهرت الضربات الإيرانية تراجعًا في دقة الأداء الباليستي مقابل منظومات الدفاع الإسرائيلية، وكشفت فشل طهران في إغراق أنظمة القبة الحديدية، ما أبرز ضعفًا جوهريًا في توجيه الصواريخ وتكتيكات التتبع الهجومي.
الضربات الإسرائيلية تشل القدرات العسكرية الإيرانية
قضت عملية “الأسد الصاعد” التي نفذتها إسرائيل على كامل البنية القيادية العسكرية و النووية الإيرانية، وردت طهران بعملية “العقاب الشديد” عبر إطلاق 250 صاروخًا باليستيًا على أربع مراحل، لكنها أسفرت عن مقتل مدني إسرائيلي واحد وإصابة 64 آخرين، مع أضرار محلية محدودة في البنية التحتية. يُبرز التفاوت في حجم الأضرار تفوق العمليات الإسرائيلية مقابل قصف إيران العشوائي، ويؤكد تراجع قدرة الردع لدى طهران بعد تصفية قيادتها العسكرية وتعطيل برنامجها النووي.
============
تقييم الأضرار التفصيلي (إيران):
منشآت نووية إيرانية تتعرض لأضرار جسيمة
أسفرت عملية “الأسد الصاعد” التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي عن أضرار كبيرة في البنية التحتية النووية الإيرانية، حيث تم تدمير منشأة التخصيب التجريبية فوق الأرض في نطنز بشكل كامل، كما استهدفت الضربات القسم السفلي من الموقع الذي يضم “قاعة تخصيب متعددة المستويات تحتوي على أجهزة طرد مركزي وغرف كهرباء وبنية تحتية مساندة”. أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقوع أضرار بالغة في منشأة نطنز، التي تُعد أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم في إيران. لم تتعرض منشأة فوردو لتخصيب الوقود أو موقع الأبحاث النووية في أصفهان أو محطة بوشهر للطاقة النووية لأضرار مباشرة، رغم تسجيل انفجارات بالقرب من فوردو خلال استمرار العمليات الإسرائيلية ليل الجمعة. وبالرغم من أن منشآت فوردو وأصفهان وبوشهر النووية لم تتعرض لأضرار، فإن تدمير قدرات التخصيب في نطنز يُعد نكسة لبرنامج إيران النووي تُقدّر بعدة أشهر، مما يعيق التقدم التقني ويعزل البنية التحتية الحيوية للمشروع النووي الإيراني.
دمار واسع في البنية التحتية العسكرية
نفّذت إسرائيل عملية ممنهجة قضت خلالها على أبرز القيادات العسكرية الإيرانية، من بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، واللواء أمير علي حاجي زاده. واستهدفت الضربات الإسرائيلية عدة منشآت لإنتاج الصواريخ في كرمنشاه، مما ألحق أضرارًا بالغة بالبنية التحتية الصاروخية تحت الأرض. كما نفّذت المقاتلات الإسرائيلية “ضربة واسعة النطاق” على منظومات الدفاع الجوي غرب إيران، دمّرت خلالها عشرات الرادارات ومنصات إطلاق الصواريخ أرض–جو، في ضربة عسكرية نوعية طالت قدرات إيران الدفاعية الأساسية.
أضرار في البنية التحتية لطهران
تضررت خمسة مبانٍ سكنية على الأقل في طهران نتيجة ضربات إسرائيلية نفذتها وحدات اغتيال دقيقة. وشملت المناطق المستهدفة مجمع أساتيد سرو، وبلدة الشهيد جمران، وأحياء نارمك، ستار خان، ومرزداران، التي تعرضت لإصابات مباشرة. تصاعدت أعمدة الدخان والنيران من مطار مهرآباد في العاصمة الإيرانية صباح السبت، مع ورود تقارير عن سقوط مقذوفات في القسم العسكري من المطار، ضمن سلسلة ضربات استهدفت البنية التحتية الحيوية لطهران.
تقدير الخسائر البشرية
أفادت وكالة أنباء فارس بمقتل ما لا يقل عن 78 شخصًا وإصابة 329 آخرين خلال الضربات الإسرائيلية التي نُفذت في 13 يونيو. وشملت الخسائر البشرية ستة من كبار العلماء النوويين، من بينهم محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي. كما تعرّض الهيكل القيادي الإيراني لانهيار شبه كامل بعد تصفية القيادة العليا للحرس الثوري، وعلى رأسها القائد العام حسين سلامي، ما أجبر طهران على تنفيذ إعادة هيكلة فورية. جرى تعيين اللواء محمد باكبور خلفًا لسلامي خلال ساعات من الضربات، في خطوة عكست ارتباكًا في التخطيط للخلافة ووجود فجوات في استمرارية القيادة
تقييم الأضرار المفصل (إسرائيل):
أضرار في البنية التحتية المدنية
استهدفت صواريخ باليستية إيرانية عدة مناطق سكنية في وسط إسرائيل، ما ألحق دمارًا واسعًا بمبانٍ مدنية. في رمات غان، تعرّضت العديد من المباني السكنية لإصابات مباشرة تسببت بأضرار إنشائية بالغة، استدعت إخلاء السكان فورًا. كما شهد وسط تل أبيب ضربات متعددة دمّرت مبانٍ سكنية وألحقت أضرارًا بالمركبات في مختلف أنحاء المنطقة الحضرية. واحتُجز 15 مدنيًا تحت أنقاض مبنى منهار في رمات غان، ما تطلب عمليات إنقاذ واسعة. واستجابت هيئة الإطفاء والإنقاذ لحرائق منتشرة في منطقتي تل أبيب ورمات غان، وسط مخاوف من وجود مدنيين عالقين تحت أنقاض مبانٍ متضررة.
تقدير عدد الضحايا
أصيب 64 إسرائيليًا خلال موجات متتالية من الهجمات الصاروخية الإيرانية. أسفرت الضربة الأولى عن إصابة 41 مدنيًا، بينهم حالتان حرجة استدعتا الإخلاء الطبي الفوري. وتسببت الموجة الثانية بإصابة سبعة مدنيين إضافيين، فيما تم تسجيل حالة وفاة صباح السبت. قدّمت خدمة “نجمة داوود الحمراء” الاسعافات لـ 63 مصابًا، ونُقل 26 منهم إلى مركز شيبا الطبي، بينهم حالة حرجة وحالتان متوسطتان الخطورة. كما استقبل مستشفى إيخيلوف سبعة جرحى من الهجمة الثانية، منهم ستة بإصابات طفيفة وواحد في حالة متوسطة. وتوفيت امرأة متأثرة بجراحها عقب إصابتها في ضربة صاروخية طالت منطقة رمات غان.
التأثير على البنية التحتية العسكرية
حافظ سلاح الجو الإسرائيلي على فعاليته العملياتية طوال فترة القصف الصاروخي المكثف، رغم تعرض منشآت عسكرية لضربات مباشرة. أظهرت منظومة “القبة الحديدية” تراجعًا في قدرتها الاعتراضية أمام الهجوم الباليستي المتواصل، حيث اخترقت عدة صواريخ الطبقات الدفاعية. ساهمت بطاريات الدفاع الجوي الأميركية من نوع “باتريوت” و”ثاد” الأرضية في دعم عمليات الدفاع الجوي الإسرائيلي خلال الهجمات المسائية. وأكد الجيش الإسرائيلي أن الأضرار الهيكلية كانت محدودة، دون تسجيل إصابات في الطائرات أو البنى التحتية الحيوية. أُغلق المجال الجوي مؤقتًا في مطار بن غوريون، ما أثر على حركة الطيران المدني.
اضطراب في البنية التحتية الاقتصادية
أوقفت وزارة الطاقة الإسرائيلية العمل في أكبر حقل غاز في البلاد، ما أدى إلى تعليق إمدادات الغاز الطبيعي إلى كل من مصر والأردن، بسبب مخاوف أمنية متصاعدة. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار النفط بنسبة 8.5%، وسط تقلبات حادة في أسواق الطاقة الإقليمية. وتعرضت شبكات النقل لاضطرابات واسعة، حيث حولت شركات الطيران مساراتها، وبدأت البنى التحتية المدنية العمل وفق بروتوكولات طوارئ. كما أُلغيت مسيرة الفخر في تل أبيب وسلسلة من الفعاليات الثقافية الكبرى، ما ألحق تأثيرًا مباشرًا بالنشاط الاقتصادي المحلي.
الأثر على العمليات العسكرية
على الرغم من اختراق بعض الصواريخ الإيرانية لمنظومات الدفاع، احتفظت إسرائيل بقدراتها العسكرية الاستراتيجية واستمرت في تنفيذ عمليات هجومية ضد أهداف إيرانية. وأظهر انخفاض عدد الإصابات المدنية مقارنة بحجم الهجوم—الذي تجاوز 250 صاروخًا—فعالية إجراءات الدفاع المدني وبروتوكولات الإخلاء والملاجئ. وكشف فشل طهران في إحداث ضرر استراتيجي عن حدود القدرات التقليدية الإيرانية في مواجهة بنية الدفاع الإسرائيلية المتطورة، ما يؤكد تفوق تل أبيب في ميدان الردع والتعامل مع التهديدات الصاروخية. أظهرت القوات الجوية الإسرائيلية قدرة ميدانية ممتدة، بعد دفع طائرات التزود بالوقود القديمة إلى أقصى حدودها التشغيلية خلال مهام هجومية بلغت مسافة 1,200 ميل. استندت عملية “الأسد الصاعد” إلى الغالبية العظمى من أسطول الطائرات الإسرائيلية المخصصة للهجمات بعيدة المدى، ما يعكس التزامًا عسكريًا كاملاً في مواجهة الأهداف الإيرانية. كما فعّلت القوات الإسرائيلية أمر الطوارئ رقم 8، ما أدى إلى تعبئة آلاف من عناصر الاحتياط في سلاح الجو، وقيادة الجبهة الداخلية، والمنطقتين الشمالية والوسطى، ووحدات الاستخبارات العسكرية.
============
★ تنويه:
إن “الفينيق المبكر” هو موجز لأخبار متنوعة يتم جمعها من عدة مصادر إعلامية من قبل فريق الفينيق المبكر وتحريره بواسطة رانيا قيصر. تُعد المواد المدرجة ملخصات مركزة لأخبار مرتبطة بروابط داخل كل قصة. ولا تعبّر هذه المواد أو ملخصاتها بالضرورة عن وجهة نظر المركز الأمريكي لدراسات المشرق.