ACLS

هل تتمكن إيران من تعزيز نفوذها في شمال شرق سوريا؟

جدول المحتويات

Listen to this article

هل تتمكن إيران من تعزيز نفوذها في شمال شرق سوريا؟

شاهد الفيديو

اشتدت التوترات في المنطقة وخصوصا على طول الضفة الشرقية من نهر الفرات، بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي السابق كريستوفر ميلر برفقة قائد القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا إلى مناطق شمال شرق سوريا في 24 أغسطس. 

تمارس قوات سوريا الديمقراطية (قسد) سيطرتها على مناطق حيوية، ومن بينها حقول نفط عمر وحقول الغاز كونوكو، وهذه المناطق تحمل بنية تحتية حرجة للحفاظ على استقرار المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، على الجانب الشرقي من نهر الفرات، تتولى قوات سوريا الديمقراطية مسؤولية الطرق الحيوية الضرورية لربط الميليشيات الموالية لإيران بين سوريا والعراق.

ظهرت جذور الصراع بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية بالإتجاه نحو العمل العسكري الدامي، بعد أن قامت الأخيرة بإعتقال أحمد الخبل، قائد المجلس العسكري في دير الزور مع أربعة أخرين، متهمة إياهم بالتعاون مع الميليشيات الإيرانية والعديد من قضايا الفساد. 

أسفرت هذه الاشتباكات بشكل مأساوي، عن فقدان ومقتل 185 شخصًا، بما في ذلك تسعة مدنيين. تثير هذه الأزمة مخاوف بشأن استقرار المنطقة خاصة وأنها توازي الصراعات التي تندلع في كركوك، العراق ايضا.

أنهت قوات سوريا الديمقراطية عملياتها العسكرية في شمال شرق سوريا بحسب ما ذكره بيان عام على الموقع الرسمي للمركز الإعلامي في 8-9-2023. تحدث البيان عن أطلاق عملية “تعزيز الأمن” في دير الزور لمكافحة داعش والجريمة. وتعرض البيان لتحريض وفتنة من النظامين السوري والتركي، لكنهم أحبطوا هذه المخططات وأعلنوا نجاح العملية. 

بينما تحدثت وسائل إعلام محلية عن التوصل إلى اتفاق بين عشائر دير الزور و”قسد” يقضي بتسليم الأخيرة الآليات التي استولى عليها مقاتلو العشائر ودخول “قسد” المناطق التي خرجت عن سيطرتها خلال الأيام الماضية “من دون قتال”.

الجديد في هذه القضية هي مجموعة معلومات تم تقديمها للمركز الأمريكي لدراسات الشام من بعض زعماء العشائر العربية في المنطقة أنه تم مراقبة إبراهيم الهفل والتأكد من عبوره نهر الفرات متوجها للقاء المليشيات الإيرانية في الثانية عشر ليلا ثم عاد الساعة الخامسة فجرا وهناك تسجيلات صوتية تثبت ذلك وتكشف معلومات اختراق وتعاون سري قديم بين ابراهيم الهفل مع الميليشيات الإيرانية وقوات حزب الله اللبناني والنظام السوري. لقد قامت إيران بالتنسيق مع ابراهيم الهفل وطلبت منه تزعم الحراك من خلال الحمية القبلية حيث تعهدت له المليشيات الإيرانية في المنطقة بالدعم الكامل من العناصر والمال والسلاح. 

أكد زعماء العشائر العربية في دير الزور أنهم قاموا بإقالة ابراهيم الهفل ونفيه خارج المنطقة مباشرة، بعد أن تم الـتأكد من دور حزب الله والنظام السوري وهم يرتدون اللباس العربي ويتكلمون بلهجة العشائر للمشاركة بعمليات التأجيج العسكري. 

هاشم السطام، قائد فصيل يتبع لحزب الله، اشرف سابقا على هجوم فاشل على القاعدة الأمريكية في حقل العمر، باستخدام عناصر متنكرة بلباس داعش في مارس 2023. يظهر في مقطع فيديو وهو يعبر النهر بإتجاه ذبيان متنكرا باللباس العربي، لينادي بمحاربة القوات الأمريكية وليس قسد (شاهد الفيديو). 

 

ليبقى السؤال هنا: هل تشكل هذه التوترات المتصاعدة في شمال شرق سوريا بوابة جديدة للتوسع الإيراني في المنطقة، وما دور القوات الدولية والإقليمية والمحلية في مصير هذا التوسع؟ 

الجدول الزمني للأحداث:

27 أغسطس 2023: اعتقال قوات سوريا الديمقراطية (SDF) قائد مجلس دير الزور في الحسكة، مما أشعل معارك عنيفة في دير الزور.

28 أغسطس 2023: سقوط 22 قتيلًا، وتصاعد التوتر بين SDF وقوات الدفاع الوطني؛ عشيرة عربية تصدر بيانًا تمنح فيه مهلة 12 ساعة.

29-30 أغسطس 2023: تصاعد الاشتباكات، ورد قوات العشائر العربية بالتصعيد، وردت القوات الكردية بغارات جوية وحظر تجول.

31 أغسطس 2023: استهداف مسلحون مدعومون من إيران بئر نفط بالقرب من حقل الغاز كونيكو في ريف دير الزور، مما زاد من توترات الأمن؛ تم رصد دخان يتصاعد من البئر المستهدف.

1 سبتمبر 2023: فرار سكان من مدن متعددة إلى مناطق آمنة. سيطرت قوات العشائر العربية على مناطق تستدعي تعزيزات من قوات الكرد؛ في شمال غرب سوريا، دعمت العشائر العربية القراء من دير الزور.

2 سبتمبر 2023: استهداف طائرة مسيرة تركية سيارة تابعة لـ “SDF” في ريف القامشلي، مما أسفر عن مقتل قائد في “SDF” وإصابة اثنين آخرين.

3 سبتمبر 2023: التقى نائب مساعد وزير الخارجية جولدريتش والجنرال فويل من فريق المهمة المشتركة “SDF” وقادة العشائر في شمال شرق سوريا، مسلطين الضوء على معالجة الاستياء وكبح التدخل وإنهاء العنف. دعم فريق المهمة المشتركة “SDF”، ودعا إلى السلام في دير الزور وسط التصاعد، وصد النقباء بتعزيزات “SDF” في الرقة. العشائر العربية في شمال غرب سوريا تعهدت بمواجهة الأكراد في حلب ومنبج، وأقامت مركز تعبئة في شمال شرق حلب بـ “خيمة حرب” تضم أكثر من 10,000 شخص، بهدف تحقيق هذا الهدف.

4 سبتمبر 2023:

عشائر عربية ترفض وقف إطلاق النار الذي اقترحته “SDF”، وتتصاعد الاشتباكات.

مجلس منبج العسكري يتصدى للهجمات.

استهداف مقاتلو العشائر القرى في منبج لدعم عشائر دير الزور في مواجهات مع “SDF” لليوم الثامن على التوالي.

أفادت “SDF” بمقتل 11 عضوًا في اشتباكات مع مجلس دير الزور العسكري ودعم العشائر.

أعرب سكان ريف دير الزور عن دعمهم القوي لحملة قوات سوريا الديمقراطية ضد خلايا داعش والجريمة وتجارة المخدرات، مرفضين محاولات تعكير الأمن والاستقرار.

استعادت “SDF” السيطرة على الشهيل في دير الزور بينما انسحب مقاتلو العشائر إلى الحويج وذيبان، معقل شيخ العكيدات  إبراهيم الحفل.

مظلوم العبدي، زعيم “SDF”، كشف عن دخول مجموعات مسلحة تدعمها النظام السوري إلى مناطق تحت سيطرة “SDF”، كاشفا خطط النظام في شمال شرق سوريا. وقد تفاعل قائد قوات سوريا الديمقراطية بالتفاعل مع قادة عشائر دير الزور من أجل تسوية سلمية للنزاع، مؤكدًا مقاومة العشائر العربية لعودة النظام. وأشار العبدي إلى تحركات الولايات المتحدة المراقبة، وندائها للسلام، ودعمها الجوي. واستنكر عملية الحدود مع العراق واتهم تركيا بتحريض مواجهات منبج.

منظمة الحضارة الفراتية الإنسانية الأمريكية (HEUC)، وهي منظمة غير ربحية تركز على تنمية المجتمع ومكافحة التطرف في مناطق الأزمات، أصدرت بيانًا يدين تصعيد النزاعات الحالية، مشيدة بشكل صريح بشعب دير الزور لمقاومته ضد قوات “SDF”، والتزامه بوحدة سوريا، ورفضه لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية.

5-8 سبتمبر 2023:

في منظر إقليمي متقلب، يتشكل الوضع في سوريا تحت تأثير عدة جهات تشكيلية. يسعى قائد “SDF” مظلوم عبدي إلى تعزيز الحوار مع القبائل العربية في دير الزور ويحمل نظام الأسد مسؤولية اشتعال الاضطرابات. وقد تعهد بمعالجة مخاوف العشائر العربية وتصحيح قضايا الحوكمة. في الوقت نفسه، زادت القوات الأمريكية مشاركتها المحلية في دير الزور لتقييم الأوضاع الأمنية والإنسانية. تصاعدت الهجمات التركية ضد “SDF” في محافظة الرقة، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في عدة قرى. انتقد وزير خارجية تركيا حكان فيدان دعم الولايات المتحدة لـ “SDF” ودعا إلى وقف ما يعتبره سياسات قمعية ضد العرب. ظهرت أيضًا تقارير تفيد بأن “SDF” أنشأت قاعدة لتصنيع الطائرات بدون طيار في الحسكة. وفي الوقت نفسه، ظهر ضابط في نظام الأسد، مهيدي عقاب العبد الله، يقاتل إلى جانب المسلحين المحليين ضد “SDF”. شهدت المناطق التي تديرها “الإدارة الذاتية” اتجاهًا نحو التصاعد في العنف، مع تقارير عن مقتل وإصابة 185 شخصًا.

فيديو مترجم من اللغة العربية للإنكليزية يشرح تفاصيل بداية الاشتباكات قناة الحدث

(27 أغسطس – 9 سبتمبر 2023)

بقلم رانيا قيسر

النسخة القابلة للطباعة

    Subject:

    Your Voice:

    Your Name

    Your Email

    Word File:

    للاشتراك في قائمتنا البريدية اليومية ، املأ النموذج التالي:

    Scroll to Top

    To subscribe to our daily mailing list, fill out the following form: