حوارات الأمن العراقية والمصالحة بين تركيا ومصر تشير إلى تحالفات استراتيجية جديدة
العراق
1.القمة العراقية الإيرانية تكشف عن تفاصيل الاتفاقيات الأمنية وتحديات الميليشيات في ظل تصاعد التوترات.
في لقاء هام جمع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بالأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، في بغداد يوم الاثنين، كشفت المناقشات عن جوانب مهمة تتعلق بالاتفاقيات الأمنية وتحديات الميليشيات في المنطقة، إضافة إلى تسليط الضوء على حوادث الاغتيالات التي أثارت الاهتمام العام. أعرب السوداني خلال المحادثات عن معارضة العراق لأي إجراءات أحادية من قبل الدول تنتهك الأعراف الدولية للسيادة، مؤكدًا حرص العراق على تعزيز الاستقرار الإقليمي. وأكد أحمديان تزام إيران بأمن العراق، مؤكدًا التمسك بالاتفاق الأمني بين البلدين. وكان لافتًا أن أحمديان أشاد بموقع مقتل الجنرال قاسم سليماني خلال زيارته الأولى لبغداد منذ يونيو 2023. من ناحية أخرى، ترددت تقارير حول ضغوط الميليشيات المدعومة من إيران على الحكومة العراقية للحصول على إذن بتخزين أسلحتها في القواعد العسكرية الحكومية، مما يعكس مخاوفها المتزايدة من تصاعد الضربات الأمريكية المستقبلية.
في حادثة ذات صلة، تم اغتيال ناجي الكعبي، القيادي البارز في الميليشيا الشيعية والجماعة السياسية عصائب أهل الحق المدعومة من إيران، حيث تم اغتياله على يد مسلحين في منطقة شرقي العراق. يأتي هذا الحادث في سياق من التوتر المتزايد بين الميليشيات المدعومة من إيران والرفض الشديد للوجود العسكري الأمريكي في العراق. تعكس هذه الحادثة الانقسامات العميقة داخل العراق والتي تظهر على شكل انتقادات الميليشيات للوجود الأمريكي، مشيرة إلى شكوكها في شرعية القواعد الأجنبية على الأراضي العراقية. يُبرز اغتيال الكعبي الوضع الأمني الهش في المنطقة ويثير مخاوف من مزيد من التصعيد، مما يتطلب جهودًا دبلوماسية للتهدئة واستعادة الاستقرار في هذا السياق الحساس.
تركيا ومصر
2.المصالحة التركية المصرية تتجسد: اتفاقية تاريخية لتوريد الطائرات بدون طيار تسهم في استعادة الروابط الإقليمية.
في خطوة تاريخية تعكس التقارب المتزايد بين تركيا ومصر، أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم عن توقيع اتفاقية لتوريد طائرات مقاتلة بدون طيار إلى مصر. تعتبر هذه الخطوة مفصلية في عملية المصالحة بين البلدين بعد سنوات من التوترات. تبرز هذه الاتفاقية أهمية العلاقات التركية المصرية في مجالات الأمن والتجارة الإقليمية، خاصة في سياق التحديات الراهنة في البحر الأبيض المتوسط. تأتي هذه الخطوة قبيل زيارة رسمية مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة في فبراير/شباط المقبل، تعد الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن. تهدف الزيارة إلى إرساء أسس قوية للتعاون الثنائي في ظل التحديات الإقليمية، مع التركيز على قضايا مثل الصراع في غزة والنزاع حول الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط والأزمة الليبية. يُتوقع أن يتناول الزعيمان الاختلافات المعقدة بين البلدين ويبحثان عن فرص للتعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية.