مصادرة الجيش الإسرائيلي وهجمات القسام المضادة: جمود محادثات وقف إطلاق النار وتحول في ردود الفعل العالمية
1.الجيش الإسرائيلي يستولي على منشآت حماس والهجمات المضادة لكتائب القسام.
في ظل التصعيد الأخير للوضع العسكري في غزة، أعلن كل من جيش الدفاع الإسرائيلي وحماس عن عمليات كبيرة، وشدد كل منهما على أعمالهما الإستراتيجية وإنجازاتهما في الصراع.
أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي عن اكتشاف واستيلاء على منشأة عسكرية بارزة تابعة لحماس في خان يونس، جنوب قطاع غزة، تُعرف باسم “القادسية”. تم تفصيل هذه المنشأة لتشمل ملاعب تدريب شاملة مع نسخ طبق الأصل من مداخل الكيبوتز الإسرائيلية، والقواعد العسكرية، والمركبات المدرعة التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي، المصممة لغرض محاكاة الأهداف الإسرائيلية للتدريبات. علاوة على ذلك، نجح الجيش الإسرائيلي في السيطرة على مقر كتيبة حماس في جنوب غزة، وهو مركز عمليات رئيسي يستخدمه محمد السنوار، وهو مسؤول رفيع المستوى داخل حماس وشقيق يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة.
في المقابل، قدمت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، رواية متناقضة للصراع. وقال المتحدث باسم اللواء أبو عبيدة إن قوات اللواء حققت نجاحات ملحوظة في مواجهة الجهود العسكرية الإسرائيلية. وبحسب تقاريرهم، تمكنت قوات حماس من تدمير 43 مركبة عسكرية إسرائيلية كليًا أو جزئيًا، وكانت مسؤولة عن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين، بما في ذلك عمليات محددة استهدفت مدينة تل أبيب. وشدد أبو عبيدة على الانتصارات التكتيكية لمقاتليهم، مشيراً إلى هجمات القناصة وإطلاق الصواريخ واستخدام العبوات الناسفة المختلفة ضد القوات الإسرائيلية في 17 مهمة عسكرية مختلفة.
2.جمود وقف إطلاق النار: مطالب حماس تتعارض مع الأهداف الأمنية الإسرائيلية.
تُظهر مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس آفاقاً متقلبة، تتأرجح بين التفاؤل واليأس. بحث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، في اتصال هاتفي، آخر التطورات في غزة وفلسطين والخطط والمبادرات المطروحة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وأصرت حماس في وقت لاحق على إطلاق سراح مقاتليها من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، ووقف الأعمال العدائية. وتتناقض هذه المطالب بشكل صارخ مع هدف إسرائيل المتمثل في تفكيك حماس.
على الرغم من التقارير المتنوعة الصادرة عن مفاوضات باريس والتي تشير إلى وقف محتمل لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة واختلاف الشروط فيما يتعلق بإطلاق سراح الرهائن، فقد حافظت حماس على موقفها. وتصر المجموعة على إطلاق سراح 132 رهينة إسرائيلية، من بينهم 29 تأكد وفاتهم، كشرط لوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ورفع الحصار عن غزة، وبدء جهود إعادة الإعمار. ومن أهم مطالب حماس إطلاق سراح السجناء البارزين من السجون الإسرائيلية، المدانين بارتكاب جرائم كبرى، مثل عبد الله البرغوثي، وعباس السيد، وإبراهيم حامد، وأحمد سعدات، ومحمد عرمان، وجميعهم مرتبطون بهجمات كبيرة ضد إسرائيل.
رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن شروط حماس، خاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح الرهائن، غير مقبولة. وهو يصر على شروط مشابهة لتلك التي تم التوصل إليها في تبادل سابق خلال هدنة تشرين الثاني/نوفمبر، مؤكدا على هدف تحقيق “النصر الكامل” على حماس والجماعات التابعة لها باعتباره أمرا حاسما لاستراتيجية إسرائيل.
وعلى خلفية هذه التطورات والاضطرابات المستمرة، يقوم مجلس النواب الأمريكي بإعداد حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 17.6 مليار دولار. وفي الوقت نفسه، أعلنت العديد من الشركات اليابانية عزمها وقف التعاون مع إسرائيل، مما يسلط الضوء على الانقسام العالمي حول الصراع في غزة. وفي الوقت نفسه، تجد روسيا، الحليفة التاريخية لإسرائيل، علاقتها بها متوترة. وبدلاً من ذلك، اتجهت موسكو نحو طهران، سعياً للحصول على الدعم من إيران باعتبارها حليفاً حاسماً في غزوها لأوكرانيا، مما يشير إلى تحول كبير في التحالفات الدولية.