سوريا الأسد تتساقط وسوريا الشعب تبقى
استهزاء الأسد: تجاهل قضايا سوريا العاجلة
في مقابلة تحديّ مع قناة سولوفيوف الروسية، توقع بشار الأسد بانفعال عودة دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة، متجاهلاً دور الرؤساء الأمريكيين كـ “تنفيذيين” تحت تأثير الضغوط اللوبيات والممولين القويين. تجاهلت تصريحات الأسد التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه نظامه، بدءًا من الضربات الإسرائيلية ضد الميليشيات الإيرانية في سوريا إلى التوترات على حدود هضبة الجولان.
سخر من العقوبات الغربية ضده وضد الرئيس بوتين، واستهزأ بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باعتباره “مهرجاً”. تجاهل الأسد القضايا الملحة داخل سوريا، بما في ذلك الوضع الاقتصادي الصعب، ومصير السجناء، والاحتجاجات الواسعة المطالبة بإسقاطه، مما يبرز انعزاله عن الواقع. تجاهله واستهتاره بالعقوبات الدولية يكشفان عن قائد لا يهتم بالتوافق المتزايد بين صنّاع القرار الأمريكيين المستقبليين على إزالته، خاصةً بالنظر إلى تورّطه في هجمات على القوات الأمريكية، مما يشير إلى اقتراب سقوطه.
لحظة آسما الأسد المشابهة لماري أنطوانيت: اللوم على الظروف في ظل الأزمة: ترى كيف سيكون مصيرها؟
في الوقت نفسه، تجاهلت زوجته، أسماء الأسد، دور الحكومة وحمّلت المجتمع المدني ومنظمات الإغاثة مسؤولية مساعدة المحتاجين خلال شهر رمضان تحت مبرر “الظروف الإقليمية والدولية” التي سببت عجز النظام ومؤسساته عن “العمل الخيري”.
صمود الشعب السوري مقابل اعتماد الأسد على روسيا
في السويداء، تصاعدت التوترات بعد عجز النظام عن إدارة الاحتجاجات السلمية، مما أدى إلى تدخل روسي. زيارة وفد روسي للقاء مسؤولي الأمن في النظام أكدت اعتماد النظام على الدعم الخارجي للتعامل مع الاضطرابات الداخلية، التي شملت العنف والهجمات على منشآت الحكومة والحزب بعد قتل أحد المحتجين على يد قوات النظام.
بالتزامن، أبرزت الإجراءات المحلية قدرة المجتمع على التحمل. في مياماس، قام السكان بالتصدي لعملية تهريب مخدرات، حيث تمت مصادرة 30,000 حبة كبتاجون كانت متجهة إلى الأردن. يعكس ذلك جهوداً أوسع للمجتمع في مكافحة تهريب المخدرات والحفاظ على الأمن، وذلك كتعويض لفشل الدولة.
الوضع في السويداء وكافة المناطق السورية يوضح نقطتين حرجتين: اعتماد النظام على قوى خارجية مثل روسيا بسبب فشله في التعامل بشكل سلمي مع الاضطرابات المدنية، والاعتماد الملحوظ للمجتمعات المحلية على ذاتها في ضمان أمنها ومكافحة الأنشطة غير القانونية. هذه التطورات ذات أهمية كبيرة لفهم ديناميات الحوكمة المحلية والتأثير الخارجي في سوريا.
في الشمال، ناقش وزير الخارجية التركي، حكمت فهدان، أزمة سوريا خلال منتدى أنطاليا الدبلوماسي مع وزير الخارجية الروسي لافروف، مركزًا على عودة اللاجئين وصياغة الدستور، دون ذكر الأسد. أبرز المنتدى العجز في العملية السياسية في سوريا، وتزايد الاحتياجات الإنسانية، والتحديات الأمنية، بما في ذلك نشاط داعش والقصف الخارجي، لكنه فشل بشكل واضح في التطرق إلى أي حلول مجدية.
في شمال شرق سوريا، ألقت قوات سوريا الديمقراطية القبض على 47 عضوًا في تنظيم الدولة الإسلامية وصادرت أسلحة ومخدرات. قام الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، بزيارة لمواقع حيوية في سوريا ومصر والأردن وإسرائيل لتقييم الأمن وليلتقي مع أفراد من الجيش الأمريكي ولتقييم التقدم في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، عقب تصاعد التوترات منذ الهجوم في يناير الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين. وهناك أكثر من 900 جندي أمريكي متمركز حاليًا في شمال شرق سوريا، يركزون على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ودعم قوات سوريا الديمقراطية.
إن الفرصة الوحيدة التي قد تبدو لا تزال متاحة للأسد للتعبير عن استيائه جاءت في إعلان وزارة الخارجية ردًا على التصويت الغالب في البرلمان الأوروبي. وقد أوصى هذا التصويت بعدم تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، مشددًا على عدم عودة اللاجئين السوريين بطريقة غير طوعية من أوروبا والدول المجاورة. أدانت وزارة الخارجية الاسدية القرار باعتباره تدخلًا غربيًا، ولكن دون التهديدات السابقة بالعدوان، متهمةً أوروبا بالاستعمار وتشويه صورة النظام السوري في مكافحة الإرهاب.