بيئة أمنية هشة في سوريا مع تصاعد النزاعات المسلحة ومخاطر التقسيم والتدخلات الإقليمية
اعتقلت السلطات السورية في 2 مارس عناصر موالية للأسد في بلدة عين شقاق بجبلة، وصادرت أسلحتهم قبل إحالتهم إلى القضاء. نفذت قوات الأمن التابعة للحكومة السورية الجديدة عملية في منطقة الدعتور بريف اللاذقية، ما أدى إلى كمين مسلح نفذته “بقايا ميليشيات الأسد”، وأسفر عن مقتل عنصرين أمنيين. وردًا على الهجوم، تحركت قوات الأمن العام إلى المنطقة، حيث ألقت القبض على المتورطين في الهجوم وقضت على آخرين. شنت فلول قوات الأسد، يوم الخميس 6 مارس 2025، هجومًا مسلحًا على مبنى محافظة طرطوس، ما أدى إلى اشتباكات مع قوات الأمن الداخلي. سارعت الأجهزة الأمنية إلى تطويق المبنى لاحتواء الهجوم وإعادة فرض النظام. جاء هذا الاعتداء في سياق محاولات أوسع من ميليشيات موالية للأسد للانتقام من قوات الأمن واستعادة السيطرة على مناطق فقدتها.أعلنت ميليشيا جديدة تدعى “أولي البأس”، بقيادة إيرانية، عن تأسيسها في 3 مارس 2025، مؤكدة في بيانها تبنيها نهجًا معاديًا للغرب والمقاومة المسلحة، وهو خطاب شائع بين الجماعات المدعومة من إيران. يحمل شعار الميليشيا صورة ذراع مرفوعة تحمل بندقية، في تصميم مشابه لشعارات الفصائل المرتبطة بطهران، مما يعكس ارتباطها العقائدي والعملياتي بالحرس الثوري. أكد المحلل السياسي العراقي عباس العرداوي، المعروف بدعمه لشبكة الميليشيات الإيرانية، صلة “أولي البأس” بطهران، مما يعزز الشكوك حول دور إيران في تأسيسها. يُعرف العرداوي بعلاقاته مع كتائب حزب الله ومركز نرام سين، وهما مجموعتان يُعتقد أنهما تحظيان بدعم من الحكومة العراقية، مما يعزز الروايات بأن الميليشيا الجديدة جزء من استراتيجية طهران للحفاظ على نفوذها عبر قوى بالوكالة. أنهت قوات الأمن التابعة للادارة الجديدة في مدينة الصنمين بمحافظة درعا، يوم 4 مارس 2025، عملية استمرت 24 ساعة ضد مجموعة مسلحة يقودها محسن الهيمد ، بعد فشل المفاوضات وتصاعد الاشتباكات العنيفة. أسفرت المواجهات عن مقتل 15 شخصًا، بينهم ثمانية من أفراد الأمن الداخلي، وستة مسلحين، ومدني، إضافة إلى إصابات في صفوف السكان. اقتحمت القوات الأمنية مخبأ الهيمد مستخدمة أسلحة ثقيلة، لكنه تمكن من الفرار إلى جهة مجهولة. امتدت العملية إلى الحي الغربي، مما أثار الذعر ودفع العديد من المدنيين إلى النزوح. ومع انتهاء الحملة، أعلنت قوات الأمن السيطرة الكاملة على المدينة، رغم استمرار الإجراءات الأمنية المشددة وسط توتر قائم.
في غضون ذلك، تصاعد التوتر في السويداء، حيث رفع انفصاليون دروز علمهم فوق مبنى المحافظة، مرددين هتافات ذات طابع طائفي تطالب بإقالة المحافظ ، ما زاد من حدة التوتر في المنطقة. شهدت ساحة الكرامة في السويداء مظاهرة لعناصر موالية للنظام رفضًا للإدارة الجديدة، معلنين دعمهم لرجل الدين حكمت الهجري، مع تجنب استخدام الرموز الوطنية السورية. بقيت السويداء ملاذًا للعديد من الوافدين، بينهم عناصر استقدمهم ليث البلعوس من جرمانا. تزامن ذلك مع رفع متظاهرين دروز للأعلام الإسرائيلية في عدة مناطق من المحافظة، ما أثار جدلًا واسعًا حول أبعاد التحركات الأخيرة.
في سياق متصل، أقامت القوات الإسرائيلية نقطة تفتيش في بلدة روَيْحينة بالقنيطرة، حيث نفذت عمليات تفتيش واستجواب، مستخدمة أربع آليات عسكرية وعناصر مشاة لتعزيز وجودها الأمني في المنطقة. في 5 مارس، تقدمت القوات الإسرائيلية داخل مدينة البعث، مستخدمة الدبابات والمعدات الثقيلة لتدمير الطرق وتجريف الأراضي الزراعية والسيطرة على المباني الحكومية. وزع الجنود مساعدات تشمل الأرز والبطانيات والزيت، وعرضوا فرص عمل زراعية داخل إسرائيل على السكان المتضررين. أكدت صور الأقمار الصناعية استمرار بناء التحصينات وتوسيع المواقع العسكرية في جنوب غرب سوريا. في الوقت ذاته، شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات على مستودعات أسلحة في القرداحة.
اشتدت المواجهات في المنطقة الساحلية يوم 6 مارس 2025 عقب مقتل وئام خضور، القائد السابق لميليشيا “درع الساحل” الموالية للنظام. استهدف مسلحون دورية للشرطة السورية في جبلة بريف اللاذقية، مما أسفر عن مقتل 13 عنصرا على الأقل. في غضون ذلك، سيطر موالون علويون لبشار الأسد على مدينة القرداحة، ما دفع القوات الأمنية إلى التدخل، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 28 مسلحًا وثلاثة مدنيين.
بالتزامن، شنت بقايا قوات الأسد هجومًا مسلحًا على مبنى محافظة طرطوس، ما أدى إلى اشتباكات مع قوات الأمن الداخلي. سارعت الأجهزة الأمنية إلى تطويق المنطقة لاحتواء الهجوم وإعادة فرض النظام.
شنت قوات الأمن السورية، يوم الجمعة 7 مارس 2025، عمليات تمشيط واسعة ضد بقايا قوات الأسد في اللاذقية وطرطوس، لترسيخ سيطرتها على المحافظتين. استعدت الوحدات العسكرية للتقدم إلى الأرياف بعد سلسلة كمائن من قبل موالين للنظام. اندلعت اشتباكات ليلية عقب هجوم نفذه مسلحون على قافلة عسكرية على طريق حلب-اللاذقية، ما استدعى رداً واسع النطاق من القوات الأمنية.
صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية الجديدة، العقيد حسن عبد الغني، أن الموالين للنظام هُزموا رغم تحصيناتهم، وباتوا أمام خيارين: الاستسلام أو مواجهة العدالة و دعا المقاتلين المتبقين إلى عدم التضحية بأنفسهم من أجل “قضية خاسرة”، مؤكدًا أن الآلاف قد ألقوا أسلحتهم، في حين اختار آخرون الفرار أو الموت دفاعًا عن “مجرمي حرب”.
دفعت القوات السورية بتعزيزات عسكرية كبيرة، تضمنت أرتالًا قادمة من إدلب وريف حلب وحمص، لدعم العمليات القتالية على الساحل. نفذت الطائرات الحربية والمسيرات من طراز “شاهين” غارات على مواقع المسلحين، فيما تم نشر أسلحة ثقيلة وقاذفات صواريخ لتمهيد الطريق لمزيد من الهجمات. في جبلة، أسفرت هجمات متزامنة قرب الكلية البحرية عن مقتل أكثر من 16 عنصرًا من الأمن العام، ما أدى إلى اندلاع مواجهات شرسة في المنطقة.
نفت وزارة الدفاع السورية تقارير عن قصف مروحيات لمناطق سكنية، مؤكدة استخدامها فقط لتعقب واستهداف الجماعات المسلحة. في غضون ذلك، فرضت قوات الأمن حظر تجول في طرطوس من الساعة 10 مساءً حتى 10 صباحًا مع استمرار العمليات العسكرية. أظهرت تسجيلات مصورة تعزيزات عسكرية تركية تتجه نحو ريف الرقة، حيث عززت مواقعها قرب مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
تصاعدت الاشتباكات ليل الخميس إلى الجمعة بعد أن نصبت بقايا قوات الأسد كمينًا لقافلة عسكرية على طريق حلب-اللاذقية، ما أدى إلى مواجهات عنيفة. ردت قوات الأمن بتعزيزات جوية وبرية، فيما تم نشر وحدات إضافية لتأمين الطرق الحيوية. تشير التقارير إلى أن المهاجمين أقاموا حواجز مؤقتة قبل شن الهجوم، مستهدفين آليات النقل العسكري بقذائف RPG ورشاشات ثقيلة. أسفرت المعركة عن سقوط قتلى وجرحى، بينما تمكنت القوات لاحقًا من الاستيلاء على مركبات وأسلحة تابعة للمهاجمين.
تصاعد التوتر في ريف اللاذقية، حيث تعرضت دورية للأمن العام لإطلاق نار من بقايا موالية للنظام قرب بيت عانا في تمام الساعة 8:00 صباحًا بتوقيت واشنطن، ما استدعى نشر تعزيزات على الفور. في الساعة 8:48 صباحًا، رُصدت طائرات سورية فوق اللاذقية، تحصنت القوات الموالية للنظام في بيت عانا وخاضت مواجهات مباشرة مع قوات الأمن. عقب كمين أودى بحياة عناصر من الأمن العام، نفذت مروحية عسكرية ضربة جوية استهدفت مواقع المهاجمين.
أقلعت عدة طائرات روسية من قاعدة حميميم الجوية شمال غرب سوريا عقب انطلاق صافرات الإنذار، تزامنًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية السورية وبقايا قوات الأسد قرب جبلة. رغم عدم تأكيد نوع الطائرات المنتشرة، يشير هذا التحرك إلى حرص موسكو على تأمين أصولها ومراقبة الصراع المتصاعد، الذي جذب اهتمامًا دوليًا متزايدًا.
في الساعة 10:32 صباحًا، هاجم مسلحون موالون للأسد نقطة تفتيش تابعة للأمن الداخلي قرب جبلة، مستهدفين مركبات مدنية. أعقب الهجوم قصف مدفعي كثيف وغارات جوية و تصاعدت الاشتباكات مع فرض قوات الأمن طوقًا أمنيًا مشددًا، وتم التعرف على المهاجمين باعتبارهم عناصر سابقة في قوات سهيل الحسن، التي تُعرف بسجلها في ارتكاب جرائم حرب.
مع توسع الاشتباكات، نشرت القوات السورية وحدات قناصة متخصصة وقناصين حراريين في المنطقة الساحلية، فيما استخدمت مسيرات شاهين في ضربات دقيقة ضد قوات موالية للأسد متحصنة في ريف اللاذقية، في تصعيد استراتيجي للعملية الأمنية الجارية. أكدت تسجيلات مصورة استخدام المسيرات لاستهداف معاقل بقايا النظام، خصوصًا في المناطق الوعرة التي تعيق الهجمات البرية المباشرة.
تأتي حملة المسيرات ضمن عمليات عسكرية أوسع، مع تدفق تعزيزات من عدة محافظات لتفكيك الخلايا التابعة للأسد. تعهدت قوات الأمن باستعادة السيطرة الكاملة على اللاذقية، مع الاعتماد على شاهين في ضربات جراحية لاستهداف المواقع المحصنة وإفشال الهجمات المنسقة.
مع حلول المساء، فرضت السلطات حظر تجول في طرطوس واللاذقية وجبلة والمناطق المحيطة حتى الساعة 4:00 صباحًا، عقب قيام بقايا قوات الأسد بوضع حواجز خرسانية على طريق اللاذقية-جبلة السريع. امتدت المعارك إلى محيط الأكاديمية البحرية قرب جبلة، حيث انضمت كتائب العصائب الحمراء ولواء شاهين إلى المواجهات على الخطوط الأمامية.
في تطور لافت، وصلت تعزيزات ضخمة من شمال سوريا، مع تحرك أرتال عسكرية من إدلب والأتارب، حيث تم إعلان التعبئة العامة، مما دفع الآلاف للانضمام إلى جبهات القتال في الساحل.
مع حلول الليل، تمكنت القوات المشتركة من تأمين الخطوط الأمامية على الساحل، واستعادت السيطرة على نقاط تفتيش استراتيجية، بما في ذلك محيط قاعدة حميميم الجوية. في عملية أمنية كبيرة، اعتقلت السلطات مدير مكتب سهيل الحسن، وتم نقله إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات، في خطوة تعكس استمرار الحملة لتفكيك ما تبقى من شبكات موالية للنظام السابق.
تكثفت العمليات الأمنية في شمال غرب سوريا، حيث تجاوز عدد قتلى بقايا قوات النظام 25 عنصرًا بحلول مساء الخميس، إثر هجمات منسقة نفذتها قوات الأمن الداخلي ووزارة الدفاع السورية في جبلة واللاذقية. أسفرت المواجهات عن 15 قتيلًا على الأقل في صفوف القوات الأمنية، معظمهم من إدلب وحلب وحماة.
أعلنت وزارة الإعلام السورية فرض سيطرة كاملة على جبلة بعد استهداف الميليشيات الموالية لسهيل الحسن، في خطوة تعزز الاستقرار الأمني في المنطقة.
التعزيز العسكري لطهران، تصعيد الحرب السيبرانية، وعدم الاستقرار الاقتصادي
إيران تصعّد استهداف قادة يهود وتعزز قواتها البحرية وتهريب الأسلحة لحزب الله
واجهت إيران تدقيقًا متزايدًا بشأن أنشطتها الإقليمية خلال يناير 2025، حيث أحبطت الاستخبارات الأذربيجانية مؤامرة إيرانية لاغتيال زعيم يهودي في 15 يناير. في اليوم نفسه، أعلنت تعزيز وجودها البحري عبر إطلاق المدمرة زاغروس وافتتاح قاعدة استراتيجية في جاسك، بينما توسعت علاقاتها الاقتصادية مع روسيا، حيث بلغ إجمالي التجارة غير النفطية 1.9 مليار دولار، ووصلت صادراتها البتروكيماوية إلى 10 مليارات دولار. بحلول 17 يناير، استأنفت إيران تهريب الأسلحة إلى حزب الله عبر رحلات ماهان إير إلى بيروت عبر تركيا، بعد خسارتها لمسار الإمداد السوري، كما وسعت شبكات تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية، وفق تقارير كشفت ذلك في 24 يناير. في 28 يناير، استعرضت طهران قدرات صاروخية موجهة بالذكاء الاصطناعي خلال مناورات بالخليج، وأكدت شراء مقاتلات روسية من طراز سوخوي-35. في الوقت نفسه، تجاوزت التجارة بين إيران وتركيا 14 مليار دولار في عام 2024، مما عزز التعاون الاقتصادي رغم التوترات الجيوسياسية.
إيران تضاعف ميزانيتها العسكرية إلى 11.7 مليار دولار وتكثف أنشطتها النووية
في فبراير 2025، صعّدت إيران من أنشطتها العسكرية والنووية، حيث كشفت عن صاروخ “اعتماد” الباليستي بمدى 1,700 كيلومتر، وبدأت بناء منشأة صواريخ تحت الأرض ثانية في بندر عباس، مستفيدة من تصاميم كورية شمالية لتوسيع برنامجها النووي. في 7 فبراير ، رفض المرشد الأعلى علي خامنئي عروضًا أمريكية لإجراء محادثات نووية، مؤكداً موقفه المتشدد، في حين أطلقت إيران حاملة طائرات مسيّرة لتعزيز قدراتها البحرية. كما رفعت ميزانيتها العسكرية إلى 11 مليار يورو (11.7 مليار دولار)، مما يعكس توجهها نحو التصعيد العسكري. في 21 فبراير، توعد مسؤولون كبار، بينهم إبراهيم جباري، بـ”تسوية إسرائيل بالأرض”، بينما ضغط خامنئي على قطر للإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة. بحلول 3 مارس 2025، كشفت تقارير أن مخزون إيران من اليورانيوم ارتفع إلى 274.4 كجم، فيما أعلنت طهران عن تقنيات عسكرية جديدة، تشمل منظومة الدفاع الجوي باور 373-II، والزورق الهجومي السريع حيدر 110، ونظام الكشف المونير، في خطوة تعزز قدراتها العسكرية وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
ظهور ميليشيا “أولي البأس” المرتبطة بإيران في سوريا
في 3 مارس 2025، أعلنت ميليشيا جديدة تُدعى “أولي البأس” عن تشكيلها في سوريا، مؤكدة ارتباطها بـ”جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا” المدعومة من إيران. جاء ذلك في بيان رسمي حدد توجهاتها الأيديولوجية المعادية للغرب والداعمة للمقاومة المسلحة، وهي ذات الشعارات التي تتبناها الفصائل الإيرانية في المنطقة.
أكد المحلل السياسي العراقي عباس العرداوي، المعروف بدعمه لشبكة الميليشيات الإيرانية، صلة المجموعة بإيران، مما عزز الشكوك حول دور طهران في إنشائها. يُعرف العرداوي بعلاقاته مع كتائب حزب الله ومركز نرام سين، وهما جهات يُعتقد أنها مدعومة من الحكومة العراقية، مما يدعم الروايات بأن “أولي البأس” جزء من استراتيجية إيران للحفاظ على نفوذها عبر قوات بالوكالة.
يُعد شعار الميليشيا، الذي يُظهر ذراعًا تحمل بندقية، دليلاً مرئيًا على ارتباطها بإيران، حيث يتشابه بشكل كبير مع رموز حزب الله، ولواء زينبيون، ولواء فاطميون، مما يرسّخ علاقتها الوثيقة بطهران ويعكس دورها في تعزيز نفوذها العسكري داخل سوريا.
إيران تستهدف الولايات المتحدة بهجمات إلكترونية وشبكات تهريب
في 4 مارس 2025، تعرّضت شبكات الألعاب والاتصالات في الولايات المتحدة لهجوم إلكتروني تعقّبته واشنطن إلى إيران، حيث اتهم مسؤولون أمريكيون الحرس الثوري الإيراني بتنفيذ عمليات حرب سيبرانية، شملت اختراق اتصالات شخصيات سياسية بارزة. في اليوم نفسه، ظهرت تقارير تفيد بزيارة خبراء صواريخ روس إلى طهران لدعم برنامجها الصاروخي.
في 5 مارس، اتهمت إيران الولايات المتحدة بتطبيق “عقيدة أيزنهاور” الحديثة في لبنان، زاعمة أن واشنطن توسّع وجودها العسكري في قاعدتي رياق والقليعات للضغط على حزب الله ومنع الرحلات الجوية الإيرانية إلى بيروت.
في 6 مارس، أصدرت محكمة إيرانية حكمًا يُلزم الولايات المتحدة بدفع 12.6 مليار دولار، بزعم تعريض مرضى الثلاسيميا الإيرانيين للخطر بسبب العقوبات، رغم وجود إعفاءات طبية واتهامات لطهران بسوء الإدارة المالية.
أخيرًا، كشفت تقارير عن شبكات تهريب تستخدم قنوات تليغرام لعرض طرق غير قانونية للإيرانيين لدخول الولايات المتحدة عبر أمريكا الوسطى، مقابل 13,700 دولار للشخص الواحد. تتضمن الرحلة تحويل 2,700 دولار من غواتيمالا إلى المكسيك، و6,500 دولار مقابل رحلة برية تستغرق 12 يومًا عبر المكسيك، و4,500 دولار لعبور الحدود إلى الولايات المتحدة. كما روجت بعض القنوات لمسارات بديلة إلى كندا مقابل 5,000 دولار باستخدام جوازات سفر مزيفة. تشمل أساليب الاحتيال إتلاف جوازات السفر لطلب وثائق جديدة، ما يفتح المجال لاستخدام تأشيرات مزورة.
إيران في السعودية، واشنطن تتحرك في العراق، وتحالف أمني صيني-روسي يتبلور
وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى جدة في 7 مارس لحضور اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، بناءً على طلب إيران، لمناقشة خطة أميركية مزعومة لنقل الفلسطينيين قسريًا من غزة. وأكدت الخارجية الإيرانية أن الاجتماع يهدف إلى تسليط الضوء على ما وصفته بـ”الإبادة الجماعية الإسرائيلية” وتصاعد التوترات في الضفة الغربية. في المقابل، انضم دبلوماسيون أميركيون في بغداد إلى محادثات لاستئناف صادرات النفط الكردي عبر تركيا، في خطوة تهدف إلى الحد من عائدات النفط الإيرانية ضمن حملة “الضغط الأقصى” التي تواصلها واشنطن ضد طهران.
في سياق أوسع، حذر المبعوث الأميركي لأوكرانيا كيث كيلوغ من أن التحالف الأمني الناشئ بين إيران وروسيا وكوريا الشمالية والصين يشكل تهديدًا عالميًا جديدًا، وسط تنامي التنسيق العسكري والاستخباراتي بين هذه الدول.
تصاعد الاضطرابات في إيران: إعدامات، جلد، واحتجاجات على الأجور
شهدت إيران تصاعدًا في الاضطرابات العرقية، حيث نفذت السلطات إعدام ثمانية أشخاص، بينهم الشقيقان إبراهيم وغلام حسين خليلي-فر، بتهم تتعلق بالمخدرات. كما أصدرت محكمة حكمًا بالإعدام على ساسان شادمان البالغ 18 عامًا، بزعم ارتكابه جريمة قتل عندما كان في 16 من عمره. في تطور آخر، أُصيب عمال بلدية في تكاب عندما فتحت الشرطة النار خلال احتجاجاتهم على تأخر دفع الأجور. كما تعرّض المغني مهدي يراحي للجلد 74 مرة بسبب معارضته لقوانين الحجاب الإلزامي. وأكدت تقارير أن المحاكم الإيرانية أصدرت خلال 2024 أحكامًا بجلد 131 شخصًا بما مجموعه 10,000 جلدة. من جهتها، أعلنت النيابة العامة في طهران اتخاذ إجراءات قانونية ضد منظمي ومشاركي حفل جوائز الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي الوطني، بزعم انتهاك قوانين الحجاب الإلزامي.
أزمة الطاقة في إيران وفشل المنافسة مع تركيا
بحلول أوائل 2025، بلغت أزمة الطاقة الإيرانية مرحلة حرجة بسبب نقص الإمدادات الداخلية، والعقوبات، وتصاعد المنافسة الإقليمية. ورغم استئناف صادرات النفط إلى الصين في 19 فبراير، أدت العقوبات الأميركية في 21 فبراير إلى تعطيل أكثر من نصف ناقلات النفط العملاقة الإيرانية، مما تسبب في خسارة 50% من عائدات النفط.
تفاقم الوضع الاقتصادي مع انقطاعات الكهرباء، ونقص الغاز، وارتفاع التضخم، حيث أقر الرئيس مسعود بزشكيان بفشل الحكومة في احتواء الأزمة، وسط وصول نسبة الفقر إلى أكثر من 30% من السكان، في أسوأ أزمة اقتصادية منذ عام 1979.قطعت إيران إمدادات الكهرباء عن محافظة ديالى العراقية، مما زاد من اعتماد العراق على الطاقة الخارجية، في وقت تقترب فيه إعفاءات العقوبات الأميركية من الانتهاء، مهددة بمزيد من عدم الاستقرار. في المقابل، تتصاعد المنافسة الإقليمية، حيث عززت تركيا وتركمانستان وأذربيجان شراكة في صفقة طاقة ثلاثية تهدف إلى تقليل الاعتماد الروسي وتعزيز استقلال تركيا في مجال الطاقة. وضمن الاتفاق، بدأت تركيا في 1 مارس 2025 استيراد 1.3 مليار متر مكعب من الغاز التركماني سنويًا عبر إيران.
ومع ذلك، يواجه دور إيران في الاتفاق خطر الانهيار بسبب اضطرابات إمدادات الطاقة والعقوبات الأميركية الوشيكة. بينما تبحث أنقرة عن مسارات بديلة مثل خط أنابيب بحر قزوين، تزداد هشاشة البنية التحتية للطاقة الإيرانية، مما يهدد نفوذها في سوق الطاقة الإقليمية.
فضيحة تهريب بـ3.4 مليار دولار تهز النظام الإيراني
تفاقمت أزمة الفساد في إيران بعد الحكم على الوزيرين السابقين رضا فاطمي أمين وجواد سادات نجاد لدورهما في فضيحة شاي ديبش التي بلغت 3.4 مليار دولار. كشفت القضية عن شبكات تهريب، وتلاعب بالعملة، وصفقات صرف أجنبي احتيالية.
حُكم على أكبر رحيمي دارآباد، الرئيس التنفيذي لشركة ديبش، بالسجن 66 عامًا وأُلزم بإعادة أكثر من ملياري يورو. كما تورط في الفضيحة 44 مسؤولًا، من بينهم موظفون في البنك المركزي، مما زاد من الغضب الشعبي وسرّع تآكل الثقة بالنظام، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.